تأثير الدين في حياة الفرد والجماعة في إصدار مميز لمجلة "التفاهم"

≥ كتابات عن الرؤية القرآنية للمجتمع الإسلامي  والدين والتغيير

≥ عبدالرحمن السالمي: إذا لم توجد الهداية لن تكون هنالك سكينة

≥ رضوان السيد: الاختلال الذي نزل بالدول والدين نتائجه تقدم السيطرة الغربية

 

الرؤية - محمد قنات

صَدَر، مؤخرا، العددان 55-56 من مجلة "التفاهم" الفصلية الفكرية الإسلامية، في إصدارٍ واحدٍ عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية؛ حيث ضمَّت في طياتها العديد من المواضيع الدينية والإسلامية، تحت عناوين جاذبة للقراء.

وجاءتْ الافتتاحية التي خطَّها رئيس التحرير عبدالرحمن السالمي، تحت عنوان "الدين بوصفه مصدراً للهداية والسكينة"؛ تناول فيها أن الحياة الإنسانية تقوم على الأمن والكفاية، وهما عمودان يتكرران عشرات المرات في القرآن والسُّنة بصِيَغ مختلفة؛ بحيث يتوجَّه الأمر إلى عدهما التأثير الرئيسي للدين في حياة الأفراد والجماعات، وتابع: يبدأ الأمر بالدعوة والاهتداء إلى الله سبحانه وتعالى، وهو الخالق والرازق، وهو الحامي والمحتضن، والهداية أول ما تعني إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والرزق والأمن، وخلال حصوله على ذلك تسود حالة السكينة التي تطمئن الإنسان المؤمن إلى ربه ونفسه ومحيطه.

كما تطرَّق في الافتتاحية إلى تأثير الدين في الأفراد والجماعات؛ فمنطق القرآن أنَّ الحياة الآخرة هي الحياة الحقيقية، وأن أعمال الإنسان في الحياة الدنيا هي السبيل للنجاة في الآخرة. مشيراً إلى أنَّ الارتباط بين الهداية والسكينة هو ارتباط لابد منه؛ باعتبار أنه بدون هداية لا تكون هنالك سكينة، حتى وإن توافرت الشروط أو الشرطان الخارجيان: الأمن من الخوف أو الأمن من الجوع؛ اذ الصحيح أن الظاهر هو توقف حياة الناس -أفرادا ومجتمعات- على الامن والكفاية، لكن التوجه الذاتي السليم هو الذي يحول تحقق الشروط الظاهرة إلى مصدر للسكينة.

وتضمَّنتْ صفحات المجلة قراءة لرضوان السيد مستشار التحرير، تحت عنوان "المؤسسات الدينية التاثيرات الاحتسابية والمهمات الجديدة"؛ استهلها بالقول: ما اخترت أن أبدأ هذا الاستطلاع بهذه الفقرة لأنَّ القطاع الديني ليس قطاعاً متميزاً، ولا لأنَّ مهام القطاع لا تتسم بالوضوح والتحدد، بل لأنه ومنذ زمن النهضويين الأوائل وإلى زمن الحزبيين الإسلاميين كان هنالك هم دائم لدى طهوري المتشددين بإلغاء هذه المؤسسات ولدى المعتدلين بالتغيير الجذري في صلاحياتها وطرائق عملها، تارة بداعي أنَّ الإسلام لا يملك سلطة كهنوتية شأن المسيحية الكاثوليكية، وطوراً بداعي أنه ليس في الإسلام رجل دين، وفي أحيان كثيرة لمجرد اتهام تلك الهيئات بالجمود وعدم القدرة على التلاؤم مع الأزمنة الحديثة؛ فقد كانت تلك المؤسسسات مُتشبثة بالتقاليد المذهبية للمذاهب الفقهية القديمة، ولقد برزت دعوة الإصلاح للمؤسسة الدينية الشيعية القوية لدى النهضويين والحزبيين الشيعة، أيضاً بالنظر إلى أن الفقهاء المراجع صاروا سلطة حقيقية في الدين، ما زال الإمام غائباً، لذلك فإنَّ الدعوة للاجتهاد أو لفتح باب الاجتهاد كان من ضمن مقاصدها التخلص من سلطة فقهاء التقليد، وهم عماد المؤسسة، والذين يحُوْلُون -في نظر الخصوم- دون التطور والتطوير في الخطاب والممارسة الدينية.

وحفلتْ المجلة بعدد من المواضيع والمقالات والدراسات؛ من بينها: الدين والتغيير جدلية الفرد والجماعة في التجربة الإسلامية، كما لم تغفل المجلة النواحي الأخرى من الشعر والدراسات وإشباع رغبات القارئ من الثقافة؛ حيث جاء على صفحاتها قراءة للأدب العربي في روسيا ما بين الأمس واليوم، والاتصالات والمعلومات في العالم الإسلامي.

وضم العدد كتابات عن الرؤية القرآنية للمجتمع الإسلامي والإيمان، والعمل الصالح لمحمد المنتار؛ تناول فيها المجتمع الإسلامي في ضوء الرؤية القرآنية ودور الإيمان في إقامة المجتمع في الرؤية القرآنية.

تعليق عبر الفيس بوك