"الخوذ البيضاء".. منظمة محايدة للإنقاذ أم لتصوير الدعاية المفبركة؟!

 

مُنذ أكثر من قرن ونصف القرن، تأسست أول منظمة مستقلة ومحايدة تقوم بمهام الحماية الإنسانية، وتقديم المساعدة لضحايا الحرب والعنف المسلح، والتي حملت اسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واستطاعت خلال الكثير من الحروب والكوارث الطبيعية -التي شهدها العالم خلال كل هذه العقود- أن تعمل بدأب لإنقاذ عشرات وربما مئات الألوف من الجرحى والمدنيين، وغيرهم بمختلف البقاع، وفي تلك الفترة الزمنية الطويلة بلورت قواعد دولية واضحة ساعدت تلك المنظمة على القيام بدورها الإنساني.

وقبل عدة سنوات ومنذ نشوب الأزمة السورية، برز كيان جديد في أتون الصراع العسكري بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة لمنظمة حملت اسم "الخوذ البيضاء"، وهي المنظمة التي اختُلف على طبيعة وظيفتها بين أطراف الصراع الدائر قبل سنوات؛ فهي مُتهمة من قبل الجبهة السورية الروسية ال‘يرانية بأنها منظمة تُمَارِس دوراً مشبوها في المواجهات لصالح الجماعات المسلحة من أجل "فبركة" مواد فيلمية وصور غير حقيقية لتأليب العالم ضد القوات الحكومية والنظام السوري، والادعاء بأن هناك أسلحة كيميائية وبيولوجية استُخدمت في تحرير حلب أو الغوطة على سبيل المثال، وأن تلك المنظمة تستعد الآن وقبل تأجُّج المعارك في إدلب الى إعداد المزيد من تلك الدعاية، وتكوين جبهة عالمية مضادة لقيام القوات السورية بتطهير إدلب من المسلحين المتشددين.

ويستند هؤلاء إلى عدد من المعطيات منها أن المنظمات الدولية المشابهة مثل الصليب الأحمر لا تختار جانبا تنحاز إليه أو تمارس مهام عمل غير التركيز على إنقاذ المصابين والمدنيين وحماية الأسرى، كما أن ما حدث من ترحيل 800 من أعضاء المنظمة وعائلاتهم إلى الأردن عبر المرور من الأراضي الفلسطينية والمحتلة بحماية إسرائيلية كاملة، ثم إعلان دول غربية ترحيبها بتلك الخطوة وباستضافة هذه العائلات، يعد دليلًا على عدم حيادية المنظمة، المتهمة بالتعاون مع أجهزة مخابرات غربية عاملة في المسرح السوري.

على الجانب الآخر، ترى وسائل إعلام غربية -ومنها رويترز- أن الخوذ البيضاء منظمة حقوقية تعمل على إنقاذ ضحايا الحرب، إلا أن رويترز مثلا تقول في تقرير بُث أمس أن "جماعة الخوذ البيضاء كثيرا ما تقول إنها تخشى الانتقام مع انتصار القوات الحكومية على جيوب المعارضة بمساعدة من روسيا وإيران".

وتضيف رويترز: "وتتلقى الجماعة، وهي خدمة للدفاع المدني، تمويلا من حكومات غربية وتعمل على إنقاذ الناس من تحت أنقاض الضربات الجوية في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة. ويتهم الأسد الخوذ البيضاء بأنها واجهة لفرع تنظيم القاعدة في سوريا ويرعاها الغرب، ويقول مسعفو الخوذ البيضاء إن دمشق تستهدفهم على وجه التحديد في الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبع سنوات، لكن الحكومة تقول إنها لا تستهدف إلا المتشددين".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة