نفق العامرات.. مشروع المستقبل

يوسف البلوشي


أصبحت مشاريع السلطنة ذات طابع استثنائي، يضاهي الدول المتقدمة، بل وتفوق في مضمونها الكثير من الدول، وهي بحق ما نستطيع أن نتفاخر به أمام شعوب الدول الأخرى.. ومع طفرة التوسع العمراني المضطرد التي أصبحت منتشرة في مسقط وغيرها، تتوسَّع شبكة الطرق الجديدة لمواكبة الحاضر؛ من خلال بناء الترسانات القوية، والتسهيل على المواطن ومستخدمي الطريق، وفق معايير عالية وجودة فائقة.
ولعلَّ التوسُّع الكبير الذي تشهده مسقط من طفرة عمرانية كبيرة، أصبحتْ على أَثَره ولاية العامرات إحدى أهم الولايات العصرية والحديثة التي توسَّع العمران فيها بشكل كبير، وتوسعت الخدمات المختلفة، وظلَّ طريق العامرات العقبة الكؤود التي يطمح سكان العامرات لإيجاد بديل لها في ظل المشروعات الحديثة.
ومع استخدام العديد من الدول لفكرة إقامة الأنفاق للطرق الواصلة بين المدن، والتي تمتد أحيانا لمسافات كبيرة، ولا تشكل عبئًا على المناطق الجغرافية، بل وتنعش الحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية فيها، الذي سينعكس -من منظوري- إيجابيًّا على ولاية العامرات لو تم التوجه إلى إنشاء نفق يَصِل بين ولايتيْ بوشر والعامرات يُسهم في الترويج الاقتصادي والسياحي بل والاجتماعي، ويسهل حركة تنقل البضائع والسلع، ويسهم في مساعدة طريق الجبل الحالي، وتخفيف أعباء المرور عليه.
وفعلًا أصبحت الحاجة ضرورية وملحة في التفكير الجدي نحو إنشاء المشروع كنفق حيوي يُوْصِل المنطقة، وشاهدتُ على طريق الجبل في فترات مختلفة الكثير من حوادث السقوط السريع بسبب انزلاق المركبات، وعدم القدرة على السيطرة عليها، والتي تسببت في الكثير من الوفيات، إضافة إلى التدهور، وأيضا عرقلة الطريق بسبب سقوط الأحجار التي خلَّفت هي الأخرى إشكاليات جمَّة، نتج عنها تكاليف باهظة لتهيئة المسار إلى ما عليه.
ولا تنتقص الأنفاق -من خلال ما شاهدته في الدول الأوروبية وغيرها أيضا ذات التضاريس الصعبة- من مبادئ السلامة العالية والجودة الفائقة، بل تواكب في هيئتها التطور السريع في شبكة الطرق المثلى.
اليوم.. ونحن نستعد للمستقبل، والمشروعات القادمة أيضا بثوب جديد، يجب أن نُراعي التسهيل على مُستخدمي الطرق، وأيضا جوانب السلامة المرورية، خاصة وأن الطرق الجبلية كانت الملاذ الأوحد سابقا، وبنيت عليها الكثير من الطرقات في عدد من الولايات، وأصبحت مسقط مع الطفرة العمرانية الرائدة بألق جديد يجب أن يوازي العصرنة والحداثة في الطرق الحديثة.