3 مباريات في ختام الجولة الثانية من دوري عمانتل.. غدا

الرستاق يقهر العروبة في معقله.. والشباب يستعيد بريقه بالفوز على مجيس

...
...
...
...
...
...
...

الرؤية - وليد الخفيف

تصوير/ عبد الله البريكي

 

حقق الرستاق أول انتصاراته بالفوز على العروبة في معقله بمجمع صور الرياضي، بهدف نظيف؛ استعاد به توازنه بعد الخسارة في الجولة الاولى، وقاد عمر جنيات وسامح الحسني نادي الشباب لتحقيق فوز مستحق على مجيس، في المباراة التي أقيمت بينهما على استاد السيب الرياضي، وانتهى مارثون النصر وصور بالتعادل بثلاثة أهداف للمثل، وذلك ضمن منافسات الأسبوع الثاني من دوري عمانتل، والتي تستكمل اليوم بإقامة ثلاث مباريات يغلب عليها طابع الديربي، فأرض اللبان ستكون مسرحا لمواجهة محتدمة تجمع ظفار ومرباط، وسيشهد استاد السيب على ديربي العاصمة بين ناديي مسقط وعمان. أما النهضة، فيتسلح بالأرض والجمهور لمواجهة طموحات السويق -حامل اللقب- على مجمع البريمي الرياضي.

ونجح الرستاق في تحقيق فوزه الأول، بعدما نجح مدربه في اللعب بإمكانيات لاعبيه، وجاء شوط المباراة الأول ضعيفا فنيا، شحيحا بدنيا، عابه البطء والتمريرات الخاطئة، وانحصرت خلاله الكرة في أغلب الفترات في منطقة وسط الملعب، دون خطورة حقيقة على المرميين لغياب الفاعلية الهجومية التي عابها العشوائية، ولم تُتح فرص حقيقة للتهديف خلال 45 دقيقة من الأداء السلبي ذي الاجتهادات الفردية، التي لم ترق لحد التكتيك الجماعي.

وحاول الرستاق الخروج متعادلا في الشوط الأول؛ لذا اعتمد مدربه التونسي حسان الحشاني على دفاع المنطقة والزيادة العددية في وسط الملعب، فضلا عن محاولات الضغط العالي على لاعبي العروبة، غير أن لاعبيه لم ينجحوا في تنفيذ هذا النوع من الضغط، ولم يجد العروبة صعوبة في التحول من وسط ملعبه لوسط ملعب منافسه مستحوذا على الكرة.

لم يعتمد الفريقان على تكتيك هجومي واضح، بل على الاجتهادات الفردية؛ فالرستاق اعتمد على الكرات الطويلة لممادو بعد استخلاص الكرة، ولكن الأخير لم ينجح في القيام بدور محطة الاستلام لقوة الرقابة عليه، ولم ينجح في صنع الخطورة؛ نظرا لانعزاله عن القادمين من الخلف؛ مما سهَّل مأمورية أحمد سليم وعمران الفارسي، وكذلك الحال للرستاق الذي لم يعتمد بشكل واضح على البرازيلي فينسيوس، فكل التمريرات وُجهت نحوه دون النظر لآلية تكتيكية واضحة في بناء الهجمات.

لم تكن لأطراف العروبة دورها المعهود، لا سيما لابتعاد يوسف ناصر عن مستواه خلال الشوط، فلم ينجح في اختراق الجبهة اليمنى لمنافسه سوى في الدقيقة 21، غير عن حارس الرستاق فارس الغيثي نجح في التعامل مع عرضيته الخطيرة، وربما كانت تلك الفرصة هي الأقرب للخطورة خلال شوط شحيح فنيا.

 لم يستفد العروبة من عامل الجمهور، فخلت المدرجات من المؤازرة؛ إذ حضرت اللقاء أعداد بسيطة جدا، فلم يشفع فوز العروبة في اللقاء الأول على نادي عمان خارج قواعده من دعوة جماهيره لمدرجات المجمع الرياضي بصور.

تحسَّن الأداء في شوط المباراة الثاني، وظهرت الفاعلية الهجومية التي كانت غائبة عن الشوط الأول؛ فالبحث عن الثلاث نقاط بات هدف الطرفين. وواصل العروبة اعتماده على الاستحواذ ومحاولة بناء الهجمات عن طريق الأطراف، لاسيما عن طريق يوسف ناصر في الجبهة اليسرى، مع تحركات من فينسوس الذي لم يتمكَّن من صنع الفارق إثر الرقابة القوية التي فرضت عليه، والتي اضطرته للخروج من مربع العمليات لاستلام الكرة؛ مما أفقده جانبا من خطورته.

واصل الرستاق اعتماده على التنظيم الدفاعي والزيادة العددية في وسط الملعب وعدم المجازفة بالاندفاع الهجومي من الأطراف، مُفضِّلا الهجوم المرتد كوسيلة للتهديف، بيد أن ذلك لم يُجْدِ نفعا مع سرعة أحمد سليم وقوة انقاضه تزامنا مع وجود ستار دفاعي قوي في وسط الملعب كان بمثابة خط الدفاع الأول أمام قلبيْ الدفاع.

زيارة الرستاق لشباك العروبة جاءت من ركلة ثابتة نُفذت باتقان على القائم البعيد، ونجح الإفواري لرماند من الهروب من الرقابة وتحويل الكرة لشباك صحاب الأرض، مستفيدا من التمركز الخاطئ لقلبيْ الدفاع، وغياب التعامل الصحيح من الكرة العالية، رغم تنفيذها من الثبات، ليصبح الرستاق في المقدمة.

استنجدَ السوري رأفت محمد مدرب العروبة بمقعد البدلاء، فعزز من قدراته الهجومية، وأشرك عيد الفارسي نجم خط الوسط العائد من الإصابة، إضافة ليونس مبارك بديلا للنيجيري إيجي بولا، ونجح مبارك في إنعاش الفاعلية الهجومية، غير أن شباكَ الضيوف ظلت مستعصية على محاولات المارد.

وأبقى المدرب على فينسيوس كرأس حربة وحيد للعروبة حتى نهاية اللقاء، متوسما خيرا في قدرته على خطف هدف في الدقائق الأخيرة، وتواصلت محاولات يوسف ناصر من الجبهة اليسرى المدعومة من عيد، غير أن دفاع الرستاق القوي نجح في التصدي لتلك المحاولات ببسالة، وظهر فارس الغيثي حارس الرستاق بشكل رائع، كما تألق مدافع الرستاق عبدالله العجمي حتى خرج مصابا، ونجح يوسف المعمري في مواصلة عمل زميله بنجاح.

ومع مرور الوقت ارتفعت معنويات الرستاق، وارتفعت درجة تركيزه، وقدم خالد اليعقوبي واحدة من أفضل مبارياته على المستوى الدفاعي، وكذلك الحال للحمرشدي الذي قدم شوطا ثانيا رائعا.

ومع تواصل ضغط العروبة، ظهرت المساحات الخالية وكاد الرستاق أن يستغلها في أكثر من مناسبة لإحراز الهدف الثاني، وشكل المطروشي إزعاجا مستمرا لخط دفاع أصحاب الأرض، وكاد أن يحرز الهدف الثاني في الدقيقة 79 من عمر اللقاء، وأتيحت له فرصة أخرى في الدقيقة 84، غير أنه لم يجد المساندة من القادمين من الخلف.

تألُّق اليعقوبي تواصل؛ حيث نجح في الدقيقة 84 من التصدي لعرضية عيد الفارسي، ومع إعلان حكم اللقاء أحمد الكاف عن احتساب 8 دقائق وقتا بدلًا من الضائع، استمر الضغط العرباوي وواصل الرستاق مسلسل إهدار الفرص السهلة من الهجوم المرتد، فكان بوسع أحمد الخروصي في الدقيقة 95 إحراز الهدف الثاني وإنهاء الأمور غير أن محاولاته لم يُكتب لها النجاح بفضل أحمد سليم.

واقترب العروبة من إدراك التعادل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، غير أن تصويبة يونس مبارك ضلت طريقها للشباك، بعدما ارتطمت بالعارضة، لينجح الرستاق من تحقيق أول انتصاراته، والعودة من ميدان منافسه في صور العفية بالعلامة الكاملة، ليعوض بفوزه الخسارة التي مَني بها في لقاء الافتتاح من النصر بثلاثة أهداف نظيفة.

 

الشباب يتجاوز مجيس

وبهدفين دون رد، فاز الشباب على مجيس في المباراة التي أقيمت بينهما على استاد السيب الرياضي، ضمن منافسات الجولة نفسها، ليصحِّح الصقور المسار بعد الخسارة التي مني بها في لقاء الافتتاح أمام السويق 1-2.

وتكفل عمرو جنيات وسامح الحسني بهز شباك البحري، ووضع الصقور في المقدمة بعد مباراة فرض فيها الشباب أفضليته وسيطرته على معظم أوقات اللقاء، مستفيدا من الفارق النوعي والخبرة التي منحته فرصة حصد نقاط المباراة، رافعا رصيده لثلاث نقاط، بينما ظل رصيد الخاسر عن نقطة واحدة بعد تعادله في ديربي الباطنة بهدف لمثله أمام صحار في الجولة الأولى.

 

النصر يتعادل مع صور

وانتهتْ موقعة النصر وضيفه صور بالتعادل بثلاثة أهداف للمثل، ليعود أبناء العفية بنقطة التعادل من ميدان مضيفهم بأرض اللبان، بعد مباراة وُصفت بالمثيرة ولم تنقل أحداثها.

ورفع النصر رصيده لأربع نقاط، مستفيدا من فوزه في الجولة الأولى على الرستاق 3-صفر. أما صور، فرفع رصيده لنقطتين؛ حيث جمع النقطة الأولى في الجولة الافتتاحية أمام النهضة بالتعادل 1-1.

 

مباريات اليوم

وسيكون مجمع صلالة الرياضي مسرحًا لمواجهة تجمع الجارين ظفار ومرباط اليوم، وكان الطرفان قد كسبا رهان الجولة الأولى؛ حيث مزق الزعيم شباك مضيفه صحم بثلاثة أهداف لهدف في المباراة الافتتاحية التي أقيمت على مجمع صحار الرياضي، كما فاز مرباط بالنتيجة نفسها على ضيفه مسقط بمجمع صلالة الرياضي، ليدشن الفريقان طريقيهما في المسابقة بثلاث نقاط.

 واستفاد الزعيم من درس الموسم الماضي الذي تعثَّر في جولاته حتى لامس القاع، دون أن تشفع كتيبة النجوم التي تعاقد معها، ليظهر في افتتاحية هذا الموسم بشكل مغاير، عكس مستوى الروح المعنوية العالية للاعبيه، عطفا على التركيز والرغبة والطموح في الفوز؛ الأمر الذي أفضى لانتصار سهل على صحم في معقله.

ويراهن محمد علي مدرب ظفار، على عطاء المنذر العلوي، الذي ظهر بشكل رائع في المباراة الأولى للمساهمة في تحقيق الفوز، إضافة لعلي البوسعيدي، وباقي كتيبة النجوم التي تزخر بها صفوف الزعيم.

 ونال العلوي لقب رجل الجولة الأولى بعد إحراز هدفين عكسا إمكاناته الفنية الكبيرة التي قد تُمهِّد الطريق أمام انضمامه للمنتخب الوطني، شريطة الحفاظ على مستواه في الجولات القادمة. وفي المقابل، تحمل المباراة نفس الأهمية لنادي مرباط الذي يبحث عن رفع رصيده لست نقاط بعد البداية المثالية أمام فارس العاصمة مسقط.

ونجح المصري محمد عظيمة في أول ظهور له في المنطقة الفنية لمرباط؛ حيث حوَّل تأخره أمام الضيوف بهدف إلى فوز بالثلاثة، لذا فطموحات مدرب منتخب الشباب السابق كبيرة لتحقيق الفوز الثاني، والمضي قدما نحو جمع أكبر عدد من النقاط في الدور الأول لضمان تواجد الفريق في المناطق الآمنة.

فيما يسعى قطبا العاصمة، لتعويض الخسارة في لقاء الافتتاح؛ إذ خسر نادي عمان من العروبة بهدف نظيف، كما عاد مسقط خالي الوفاض من أرض اللبان، مُحملا بثلاثة أهداف استقبلتها شباكه من مرباط، لتحمل المباراة التي ستجمعهما على استاد السيب اليوم شعار التعويض وتعديل المسار.

وسعى ابراهيم صومار مدرب مسقط لتصحيح الأخطاء التي تسببت في خسارة لقاء الافتتاح، آملا في ظهور فريقه بشكل أفضل في اللقاء الثاني، وبات دافور بيربير مدرب نادي عمان مطالبا هو الآخر بظهور مختلف يضمن للفريق تحقيق نتيجة إيجابية تسهم في رفع معنويات اللاعبين قبل احتدام منافسات البطولة.

وانتظر الفريقين للجولة الأخيرة من النسخة الماضية للدوري للنجاة من فخ الهبوط للمظاليم؛ لذا فالطموح المنطقي لهما يتمثل في جمع أكبر عدد من النقاط للاستفادة بها في الدور الثاني الأكثر صعوبة.

ويفتقد الطرفين للمساندة الجماهيرة لا سيما نادي عمان؛ لذا فالمدرجات الخاوية قد تنقص من قوة ديربي العاصمة، الذي فقد بريقه في السنوات الأخيرة؛ فتراجُع أندية العاصمة أمام تفوق نظيرتها من الأقاليم واقع تعيشه الكرة العمانية منذ سنوات.

ويطمح المدرب علي الخنبشي في قيادة السويق للفوز الثاني، بعدما برهن رجاله أن الهجرة الجماعية لنجوم الفريق لم تؤثر على صلابة حامل اللقب. ونجح فريق شعاع الشمس في تخطي عقبة الشباب 2-1 في المباراة الافتتاحية، ونال الخنبشي لقب أفضل مدرب في الجولة بعد الفوز على فريقه السابق.

ويعول السويق على جماعية أداء لاعبيه، والتوليفة المسنجمة للخنبشي لتعويض الفارق النوعي، بانتقال عدد من أبرز لاعبي الفريق الذين حققوا لقب الموسم الماضي، أملا في تحقيق الفوز الثاني على التوالي والمضي قدما نحو الحفاظ على الدرع في خزائن أصفر الباطنة.

 ويراهن مدرب الفريق على تألق الأوراق الرابحة في فريقه مثل محسن الغساني الذي أحرز الهدف الأول لفريقه أمام الشباب، وكذلك مازن السعدي الذي فض حالة الاشتباك بهدف ثانٍ وضع فريقه في المقدمة، ليدشن الأصفر حملة الدفاع عن لقبه بفوز ثمين.

من جهة أخرى، بات الفوز مطلبَ النهضة بعد التعادل بهدف لمثله أمام صور، في اللقاء الاول، الذي أقيم على محمع صور الرياضي. ويسعى العنيد تحت قيادة البرتغالي برونو لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق هدفه، وتذوق طعم الانتصار الأول، لا سيما وأن النقطة التي تحققت أمام صور تبدو إيجابية؛ لأنها من أرض العفية.

تعليق عبر الفيس بوك