الإشاعة المُمنهجة

خالد الميمني

 

الإشاعة في اللغة هي الشيوع والانتشار. وكأن الإشاعات لها مواسم خصوصا الممنهجة منها، ولقد نهى الشرع الحنيف عنها وحذر منها. وفي الحديث: "كفى بالمرء إثماً أن يتحدث بكل ما سمع"، وحذر سبحانه وتعالى منها حين قال: "الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم".

أصبحت الإشاعة في وقتنا الحاضر أكثر رواجاً وأقوى تأثيراً من زمن النبوة؛ وذلك بحكم سرعة انتشارها واتساع نطاقها بواسائل التواصل الاجتماعي المتاحة. أصبح بعضها مدمراً كالحرب في تفكيك المجتمعات أو حتى المؤسسات التي تنال نصيبها من هذه الإشاعات المغرضة.

تتنوع الإشاعات؛ فمنها: السياسية والدينية والاقتصادية والشخصية. والإشاعة تترك أثراً وشرخاً وربكة بين الأفراد والمجتمعات إن كانت قوية ومؤثرة.فكم من حربٍ أشعلتها مجرد إشاعة مزيفة!!

ومن الملاحظ عادة استغلال المواقف والأحداث المثيرة في المجتمع لإشاعة الأخبار الزائفة عنها. فنرى بين فترة وأخرى صدور إشاعات معلومة المصدر كانت أو مجهولة، ولها أهداف محددة قد تكون خارجية أو داخلية تستهدف جهة وأجندة معينة لزرع الفتنة، أو النيل من هيبة الدولة، أو ضرب اقتصادها مثلاً. وهناك من يصطاد في الماء العكر دائماً بنشر تصاريح وأخبار قديمة وزائفة وكأنها حديثة العهد وتتنبأ بما يحصل أو سيحصل.

هنا.. يبرز دور المؤسسات الرسمية لدحض الإشاعات وتفنيدها بنشر الحقائق وتقديم معلومات وأنباء أكثر وضوحاً وإرجاع الأمر لأهل الأختصاص، كما أن التبين والتثبت والوعي المجتمعي عامل مساعد لتقليل آثار هذه الإشاعات.

بما أننا في سياق النشر والأخبار، فلنا وقفة مع القص والصق المنتشر بين المجموعات الواتسابية بشكل كبير، فمن الملاحظ أن البعض بمجرد إستلامه للخبر يقوم بالنشر دون البحث والتحري عن صحته.

بهذه الكيفية قد يُسهم الإنسان من حيث لا يدري في هدم القيم والتعاليم الأخلاقية والدينية، بتمرير الرسائل غير الصحيحة، والأمر من ذلك من يستحلفك بنشر تلك الرسائل ذا الطابع الديني والدين منه براء!!

المسألة ليست هينة.. فهناك مساءلة لكل خطوة تصدر من الإنسان، وهناك خصائص مشتركة بين القوانين الوضعية والسماوية، يقول المولى: "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون".

للإنسان أركان تتوازن وتتحقق بالتوعية والمعرفة وإدارة الذات، ولأن النفوس البشرية بحاجة لتلك الخصائص لكي تصل بسلام وتبني مجتمع واعي، فيجب عليه الاهتمام بالقراءة لنشر ما هو مفيد للمتلقي والقضاء على الإشاعات.

تعليق عبر الفيس بوك