السياحة في ظفار.. إلى أين؟!

علي بن كفيتان بيت سعيد

 

عنوان مقال هذا الأسبوع هو سؤال مهم يجب أن نسأله لأنفسنا ونجيب عنه بمنتهى الشفافية والدقة والسؤال هو أين السياحة في ظفار؟ وبعيدًا عن الأدبيات التي صمت آذاننا وهي تتحدث عن التنوع الطبيعي، والجغرافي والثقافي، والاستقرار الأمني للسلطنة لا بد لنا أن نبحث عن منجزات الوزارة التي تدير القطاع السياحي في البلاد وهل استفادت من كل المعطيات والمنجزات على التراب الوطني؟ في هذا المقال سنتحدث عن محافظة ظفار فقط كمثال كونها الوجهة السياحية المفضلة في السلطنة لكل العُمانيين والخليجين وحتى العرب وغيرهم.

"ليته سكت"

في تغريده على موقع التواصل الاجتماعي تويتر غرد معاليه متحدثا بكل فخر عن توفير بضع دورات مياه متنقلة وتخصيص مبلغ 800 ريال لكل مواطن يجمع فضلات السياح أثناء موسم الخريف فمن وجهة نظرنا هذه رؤية ضيقة الأفق للسياحة في ظفار، وكان بإمكان الرجل تجنبها فالناس تتطلع لمشاريع عملاقة تساهم في رفع الدخل القومي من المردود السياحي وفق مخرجات برنامج مختبرات "تنفيذ" التي وضعت السياحة على سلم الأولويات البديلة للنفط وفي الآخر تأتي هذه التغريدة المحبطة.. فنقول: ليته سكت.

 

"شكراً لسواح الداخل"

فاق عدد السواح الذين وصلوا لمحافظة ظفار نصف مليون سائح غالبيتهم العظمى من العُمانيين بمعنى آخر سياحة داخلية فقط وهم اليوم من يشغل الفنادق والشقق الفندقية وحتى بيوت المواطنين ومهما رأينا في ذلك الزائر الخليجي من ميزات الدفع الأعلى إلا أنّهم لم يشكلوا رقم يمكن البناء عليه في الموسم السياحي بظفار بينما أبناء وطننا من متوسطي الدخل وحتى من ذوي الدخل المحدود يتقاطرون على ظفار من كل حدب وصوب ويصرفون ما أمكنهم فيها ويعودون أدراجهم ليأتي آخرون وهنا نتساءل إلى أين وصل الترويج السياحي المزعوم لظفار كوجهة سياحية عالمية في هذا الموسم؟ قد تكون الإجابة غير صعبة ولكن وزارة السياحة تفضل الخيارات السهلة دائماً. فإذا كانت وزارة التراث والثقافة ترمم القلاع والحصون والبيوت الأثرية، وبلدية ظفار كتب عليها أن تتحمل البنية الأساسية منفردة فما الذي تعمله هذه الوزارة في هذه المحافظة غير حصر الزوار وجمع فضلاتهم عبر دورات المياه المتحركة؟

نصف مليون آدمي يتكدّسون في صلالة في غضون أسبوعين أي خمسة أضعاف سكانها تقريباً ومع ذلك الايواء متوفر وبأسعار شبه مناسبة مع زحمة متوقعة في الطرقات فالمدينة تستقبل فوق طاقتها الاستيعابية من المركبات رغم أنّ البلدية تبذل جهودا كبيرة لتوسيع الشوارع وتوفير الجسور العلوية وتوفير طرق الخدمات الجانبية لكن هذا لا يكفي فهل ساهمت وزارة السياحة في تطوير البنية الأساسية في ظفار؟ أم أنّ الأمر منوط بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار ممثلا ببلدية ظفار فقط وفي حال كان الأمر كذلك هل خصصت وزارة المالية مبالغ كافية لهذا الهدف؟ الإجابة يملكها كل زائر للمحافظة ولا نقول إلا ... كان الله في عون البلدية على تحمل كل أوزار الموسم السياحي في ظفار.

"غثيتونا"

التغطية الإعلامية المصاحبة لمهرجان صلالة السياحي من حيث المساحة البرامجية ممتازة لكنها من حيث الكيف وابتكار الأفكار الجديدة تحتاج إلى نظر. في أحد الأيام تابعت أحد تلك البرامج وحاولت إحصاء كلمات المذيع التي يكررها طوال البرنامج وهي كلمات (المهرجان - جميلة - رائعة - المسطحات الخضراء - الرذاذ - الأمطار – والتذكير الدائم بمسابقة البرنامج...إلخ) فوجدتها تفوق 70% من حديثه طوال ساعة ونصف من التكرار الممل لنفس المصطلحات والأمر ذاته يتكرر في البرامج الأخرى وحتى المراسلين الخارجيين جميعهم لا حديث لهم إلا عن حوالي عشر كلمات يصفونها كل مرة على جنب ويتلونها للناس وللأمانة هناك فقرات جيدة تتخلل تلك البرامج ولكنها نادرة وأتوقع أنّ العنصر النسائي في تقديم البرامج تفوق من الناحية المهنية.. وهنا نقول لهم غثيتونا بكلماتكم المكررة فما أوسع العربية التي لم تسعفكم بمفردات غير تلك التي تتلونها علينا ليل نهار.

alikafetan@gmail.com