أكد أنها لا تحتاج تدخلا جراحيا

الحارثي: بالون المعدة عصا سحرية للقضاء على البدانة

 

مسقط - الرؤية

يتسابق الكثير ممن يعانون من السمنة المفرطة إلى معرفة كل ما هو جديد في عالم الطب والرشاقة؛ رغبة في إنقاص أوزانهم إلى المعدلات الطبيعية. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور سالم الحارثي استشاري أول الجهاز الهضمي والمناظير بمجمع البشرى الطبي: إن السمنة هي زيادة كمية الدهون في جسم الإنسان، وهي عند أغلب الناس ناتجة عن الإفراط في الأكل والشرب، خصوصا المأكولات التي تعتمد على سعرات حرارية كبيرة، والقليل من الناس ناتج عن عدم مقدرة الجسم على التخلص أو إحراق الطاقة الزائدة في الجسم، ولكن القلة النادرة اكتسبت السمنة نتيجة زيادة في إفراز بعض الهرمونات في أجسامهم.

وأضاف: إن أهم أسباب السمنة هي الإفراط في الأكل وعدم الانتظام وإدخال الطعام على الطعام، وهذا هو السبب الرئيسي في زيادة الوزن لدى الجميع، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى لها علاقة بحرق الطاقة الغذائية لدى بعض الأشخاص، حيث يكون ذلك ناتجًا عن خلل في عدم مقدرة الجسم على حرق الطاقة أو حرقها بشكل متناسب مع كمية السعرات الحرارية التي تم تناولها؛ وبالتالي ينتج عن ذلك زيادة في الوزن بشكل بطيء، كذلك العوامل الوراثية والاجتماعية لها دور كبير.

وأشار إلى أنَّ الأطفال هم الأكثر تعرضاً للسمنة؛ لأسباب عدة منها: تناول الأطعمة في غير الأوقات المخصصة لها، وزيادة على ذلك فقد استبدل الأطفال الألعاب الحركية التي تتطلب مجهودا بألعاب إلكترونية لا تتطلب بذل أي مجهود، وقد طغت هذه الألعاب على الألعاب المفيدة لجسم الطفل كلعب الكرة مثلا أو ممارسة المشي أو الركض أو بعض الألعاب التي يفقد الجسم بسببها الكثير من السعرات الحرارية؛ حيث بينت الدراسة أن غالبية الأطفال الذين شملتهم الدراسة يقومون بتناول المأكولات النشوية والسكرية خلال مشاهدة التلفاز فتكون الطاقة الداخلة لجسم الطفل أكثر من الطاقة الخارجة منه، أضف إلى ذلك أن هناك عوامل أخرى مساعدة في بدانة الأطفال المفرطة؛ وهي: الدعايات التليفزيونية عن المأكولات التي تجعل بعض الأغذية مُحببة للطفل، بغض النظر عن قيمتها الغذائية؛ حيث إنَّ شكل الغذاء وطريقة إعداده تغري الطفل وهذه الأغذية التي قد يكون ضررها أكثر من نفعها.

واشار الدكتور سالم الحارثي إلى أنَّ البدانة قد يصاحبها الكثير من الآثار أو لنقل المضاعفات؛ التي من أهمها: حمل هذه الصفة حتى الكبر حيث ثبت علميا أن نسبة كبيرة من الأطفال البدناء تستمر هذه الصفة لديهم حتى بعد بلوغهم، وهذا بلا شك يجعل الطفل معرضاً لكل مضاعفات زيادة الوزن لدى الكبار؛ مثل: زيادة الدهنيات (الكوليسترول)، وزيادة الضغط والجلطات الدماغية والقلبية، وفي الأطراف، وتأثير السمنة على الجهاز التنفسي، وأيضا الإصابة بسكر الكبار.

ويُؤكد أنَّ بالون المعدة يشبه العصا السحرية في القضاء على مشكلة البدانة، وهو صالح للاستخدام بين سن الثامنة عشرة والخامسة والستين؛ لأن وضع البالون داخل المعدة يتم بواسطة المنظار، ويتم بعد ذلك نفخه، وليس له أي مضاعفات خطيرة أو مشاكل صحية قد تنشأ عن وضعه داخل المعدة.

والبالون مصنوع من مادة السيليكون، ويتم وضعه داخل المعدة، ويُملأ بملح الصوديوم الذي يُعطى للمريض عن طريق الوريد. ويختلف عن البالون القديم الذي لم تتحقق له نجاحات كبيرة؛ حيث كان يُملأ بالهواء العادي، وهو مصنوع من مادة غير مقاومة لإفرازات المعدة، وهذا ينقص من عمره الافتراضي، كما أن وجوده دائما في أعلى المعدة لأنه مملوء بالهواء لا يفي بالغرض الطبي؛ لذا لم يلاقِ نجاحا كبيرا. أما البالون المصنوع من مادة السيليكون الذي نحن بصدد التعريف به من خلال هذا الحوار، فهو مقاوم شديد لحموضة المعدة، كما يمكن بقاؤه في المعدة ستة أشهر دون أن يتأثر بأنزيمات المعدة. كما أن بالون المعدة له العديد من المحاسن؛ حيث يتم إدخاله إلى تجويف المعدة عن طريق منظار الفم، ثم يتم حقنه وملئه بمحلول الصوديوم 500 ملل إلى 700 ملل حسب حجم المريض وكتلة الجسم، ويضاف إلى محلول الصوديوم مادة ملونة؛ يتم إخراجها عن طريق البول في حالة أن هذه السوائل خرجت خارج البالون. وهذا إنذار مبكر لإزالة البالون من المعدة، كما أن البالون يعمل على ملء المعدة وإعطاء المريض إحساساً بالشبع؛ وبالتالي تقل كمية الأكل التي سوف يتناولها المريض، وستكون أقل من المعتاد بشكل ملحوظ، وهذا البالون بالإمكان بقاؤه في المعدة لمدة ستة أشهر، وبعدها يجب إزالته وذلك أيضاً عن طريق المنظار.

وحول نسبة نجاح البالون في إنقاص الوزن، يقول الدكتور سالم الحارثي: أثبتت الدراسات العلمية أن إدخال بالون المعدة مصحوب ببرنامج متابعة لا يقل عن 12 شهراً كما هو موجود في مركز د. سليمان الحبيب، الذي نأمل أن يحقق نجاحات كبيرة وجيدة في إنقاص الوزن، كما هو موجود في الدول الأوروبية، وذلك بين النصف أو الثلثين من الوزن لدى الشخص خلال البرنامج المعد وهو 12 شهرا، طالما أن الشخص لديه العزم والرغبة التامة في إنقاص وزنه.

أما مضاعفات البالون، فتنحصر في تقيؤ في الأسبوع الأول فقط، وأحيانا قد يتسرب ملح الصوديوم من داخل البالون، ويصبح عُرضة لأن يهاجر داخل الأمعاء الدقيقة، وقد يخرج مع البراز وهذه نادرة الحدوث، وقد يحتبس داخل الأمعاء ويحتاج إلى تدخل جراحي وهذه الحالة تعد نادرة ولا تشكل 1%.

تعليق عبر الفيس بوك