"أندية العاصمة".. غيابٌ عن منصات التتويج لصالح فرق المحافظات

...
...
...

 

 الرؤية – وليد الخفيف

تراجعت أندية العاصمة للصفوف الخلفية في المُسابقات المحلية لكرة القدم خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة فمنها من يُقاوم أمواج الهبوط للأولى كل موسم، ومنها من هبط فعلاً وخرج ولم يعد، واتخذ بوشر قرارا بالابتعاد عن مسرح العمليات بإعلان تجميد نشاطه، أما أندية المحافظات ففرضت تفوقها محتكرة الألقاب المحلية وإن كان وراء ذلك دعم مؤقت لا يرقى لحد الاستمرارية.

ولم يكن للأندية الخمسة الممثلة للعاصمة مسقط وهي نادي عمان ومسقط والسيب وأهلي سداب وبوشر، تواجد بين الكبار خلال الفترة الماضية فآخر ظهور على منصات التتويج كان من فترة بعيدة رغم الإمكانات الكبيرة التي يتمتعون بها مقارنة بمنافسيهم، فتطويع الإمكانات لم يجد المسار الصحيح لتحقيق طموحات وتطلعات تلك الأندية.

ونجح نادي عُمان في بناء قاعدة شعبية كبيرة في فترة السبعينيات، فعانق لقب الكأس الغالية عام 1979، وانتظر حتى عام 1994 لتكرار إنجازه، غير أنه اختفى تمامًا من ساحة المنافسين على الألقاب بعد الفوز بلقب الدوري عام 1997، ليتأرجح النادي الأقدم في السلطنة بين الدرجتين الأولى والممتازة، لتحتبس أنفاس إدارته ولاعبيه كل عام بحثا عن طوق النجاة من الهبوط حتى الجولات الأخيرة، فتتمسك به أحيانا، وتغرق في مناسبات أخرى لدوري المظاليم، أما الوصول لمنصات التتويج ففقد الفريق إحداثياته منذ سنوات.

 ويشفع للإدارة الحالية لنادي عمان عودة النشاط لبعض الألعاب التي تجمدت إبان فترة المجلس السابق، إذ فتح النادي أبوابه العريضة في تلك الفترة لنشاط كرة القدم فقط كمنافس في دوري الدرجة الأولى دون أن يكتب له النجاح في العودة لدوري المحترفين آنذاك.

ونال مسقط لقب الدوري المحلي موسم 2005/2006، ليختفي تارة بين أندية الوسط والقاع بحثا عن الهروب من شبح الهبوط، وتارة أخرى يهبط محاولا العودة للأضواء من المربع الأول.

ونجح الفريق الملقب بفارس العاصمة في بناء قاعدة جماهيرية عريضة قبل الدمج، واستطاع باسمه القديم – نادي روي –تحقيق لقب الدوري موسم 77/78، و2002/2003، التي شهدت أيضا حصوله على الكأس الغالية، غير أنه ابتعد لخمسة عشر عاما عن منطقة المنافسين مكتفياً بمحاولات إثبات الوجود التي كان آخرها الموسم الماضي، حيث حبست الجماهير أنفاسها في انتظار صك البقاء بدوري عمانتل في الجولة الأخيرة من عمر الدوري.

ولم يتذوق السيب العريق طعم لقب الدوري المحلي، فنجاحاته المحلية كانت في بطولة كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لكرة القدم، حيث نال اللقب الغالي ثلاث مرات متتالية أعوام 96 و97 و98 .

وهبط السيب قبل عدة مواسم لدوري الدرجة الأولى ولم تجد محاولاته نفعا في العودة لمكانه الطبيعي في الأضواء .

ويتمتع السيب بإمكانات مادية جيدة نالها من الموقع المتميز والمشروعات التجارية التي تدر عليه عوائد مالية متجددة، غير أنه لم يحقق طموحات جماهيره في اعتلاء منصات التتويج نظرا لتوزيع موازنته على مختلف الألعاب والأنشطة التي يمارسها النادي كمؤسسة جامعة للأنشطة والرياضات بحسب ما ذكرت إدارته في مناسبات عدة.

وارتبطت إنجازات أهلي سداب باسمه القديم قبل الدمج هو النادي الأهلي، إذ نجح في حمل لقب الكأس الغالية 5 مرات أعوام 72، 82، 83، 84، 88، غير أن مساعيه لنيل الدوري لم يكتب لها النجاح في أي مرة.

وعاني أهلي سداب بعد الدمج – 2004 - وتعثرت خطاه حتى ظهر في عام 95 في نهائي الكأس الغالية أمام النصر غير أن الأخير نجح في إزاحته والعودة لأرض اللبان باللقب.

وهبط أهلي سداب من الدوري الممتاز لدوري الدرجة الأولى ومنها غرقا للثانية ليعاني حتى الآن في أزقتها، وتبددت المساعي الرامية لعودته للأولى أمام سمائل الموسم الماضي.

وأرجع مراقبون سبب ابتعاد أندية العاصمة عن منطقة المنافسة لافتقاد تلك الأندية للرغبة والطموح في المنافسة التي بدت رغبات وطموحات شخصية دعمت ناد بعينه لفترة زمنية معنية تحققت خلالها بعض النجاحات قبل الابتعاد وتوقف الدعم. وساهم الرئيس الأسبق لنادي مسقط سالم الوهيبي في تحقيق لقب الدوري موسم 2005/2006.

ورغم امتلاك نادي عمان للإمكانيات المادية الجيدة القادرة على وضعه في منطقة المنافسة غير إنه لازال منذ أكثر من واحد وعشرين سنة بعيدا عن أهل القمة.

واستبعد المراقبون أن تكون الإمكانات سببا في ابتعاد السيب عن منصة التتويج لأكثر من عشرين عاما عندما حمل لقب الكأس الغالية دون أن يضع في خزائنه درع الدوري، مرجحين أن توزيع الموازنات على ألعاب ورياضات وأنشطة مختلفة الألوان يبدو السبب الواقعي.

ويعاني نادي مسقط من مديونية مرحلة من مجالس إدارات سابقة تحملها المجلس الحالي، الأمر الذي أعاق خطى الفريق الأول نحو تحقيق النجاح المرضي لجماهيره.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك