تنمية نخيل عُمان

 

سيف بن سالم المعمري

يمثل تأسيس شركة تنمية نخيل عُمان خطوة مهمة في مجال استثمارات الأمن الغذائي في السلطنة، وإن كانت تلك الخطوة أتت متأخرة بعض الشيء، لكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل، أتحدث عنها عن ثروة عظيمة لم نستثمرها خلال العقود الخمسة الماضية كما يجب، وللأسف الشديد اختلقنا تحديات من اللاشيء، في الوقت الذي انشغلت فيها شركات ومصانع في دول الجوار بالتمور ومنتجاتها، بل عملت على استقطاب التمور العُمانية بأبخس الأثمان وحولتها إلى عدة منتجات وصناعات، ثم أعيدت عن طريق التصدير إلى أسواقنا.

فقد تابعت باهتمام بالغ ما تناولته وسائل الإعلام المحلية، وبحسب ما جاءت في تصريحات المسؤولين، عمّا دار في حفل تأسيس شركة تنمية نخيل عُمان صباح أمس الأول، وبقدر ما أسعدني تطلعات الشركة ورؤيتها المقبلة للاستثمار في مشروع زراعة الميلون نخلة، والتي جاء تنفيذه بأوامر سامية من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.

ولعل ما أستوقفني في تأسيس شركة تنمية نخيل عُمان والتي جاءت كثمرة تعاون بين ديوان البلاط السلطاني ممثلا بالمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة، والشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية "تنمية"، في الوقت الذي لم يرد فيه ذكر لوزارة الزراعة والثروة السمكية لا من قريب ولا من بعيد، وكأنّه لا توجد في السلطنة نخيل سوى مشروع المليون نخلة، وهنا لا أقلل من المشروع، بل إنّه من المشاريع الاستراتيجية التي جاء تنفيذها بمنهجية علمية، ومتابعة حثيثة من المختصين الفنيين من المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة.

وبحسب ما جاء في كلمة الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني في حفل تدشين شركة تنمية نخيل عُمان: ".. وستعنى الشركة بموضوع ما بعد حصاد النخيل بمشروع زراعة المليون نخلة، والاستفادة من جميع المنتجات الثانوية لها، وإيجاد صناعات ابتكارية جديدة في مجال التمور لتكون منافسة في الأسواق العالمية".

وهنا يتساءل الكثيرون: لماذا لا تتولى الشركة الاهتمام والعناية بجميع نخيل عُمان وتدعو جميع المزارعين للتعاون مع الشركة، وتحفيزهم واستقبال حصاد مزارعهم من التمور؟

وحيث إن استثمارات الشركة ستشمل منتجات متنوعة من التمور بالإضافة إلى المنتجات الثانوية المتعلقة بمخلفات النخيل، ومن خلال التعاون مع مركز الابتكار الصناعي ودراسة الجدوى الاقتصادية التي ستعدها شركة (Systematic Innovation) البريطانية، فإنّه من الأهمية البالغة ألا يتم تجاهل منتجات المزارعين، حيث إنّ تجاهل حصاد مزارع المواطنين من التمور ومشتقاتها ومخلفات النخيل ستسهم في عزوف المزارعين عن الاهتمام بزراعة النخيل، فضلا عن أنّ وجود شركة تنمية نخيل عُمان وهي شركة متخصصة في صناعات منتجات النخيل ستسهم في إيجاد فرص عمل ذاتية مباشرة وغير مباشرة؛ إذا أعطت الشركة اهتماما بالمزارعين ومنتجاتهم، فضلا عن ذلك، فإنّه من الأهمية أن تشمل عناية الشركة جميع نخيل عُمان في مزارع المواطنين أو النخيل المزروعة في الحدائق والمتنزهات وكذلك التي تزرع على الشوارع والطرقات العامة.

لدينا يقين بأنّه لو أعطت الشركة اهتماما بحصاد مزارع المواطنين سيفوق كما ونوعا ما يمكن أن تستقبله الشركة من مشروع زراعة المليون نخلة، أمّا التجارب التي يمكن الاستفادة منها والأساليب المحفزة للمزارعين للاهتمام بزراعة النخيل فهي كثيرة جدا، ولنا في دول الجوار خير شاهد على نجاعة الأساليب التشجيعية، والتي شملت دعم المزارعين بزراعة أصناف ذات جودة عالية، وتقديم الدعم الفني المستمر، وتوفير الفسائل والأسمدة، ونظم الري الحديثة، وتنظم الأسواق والمشاركة في المعارض والمشاركات الخارجية، وكذلك استقبال محصولهم السنوي بكل رحابة صدر، ومن ثمّ العمل على تحويل تلك المحاصيل إلى منتجات متعددة تعدت أسواقهم إلى أسواق عالمية، بل غرقت منجاتهم أسواقنا!!

فهل ستسهم الشركة في تنمية نخيل عُمان عامة، أم أنّها ستعنى بمشروع زراعة المليون نخلة فقط!

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،،

Saif5900@gmail.com