التكامل العُماني القطري

 

حسين الغافري

شهرٌ كامل عاشت فيه المستديرة عُرسها العالمي في روسيا؛ من حيث التنظيم فقد كانت بُطولة ناجحة وفقاً لإشادات واسعة وعالمية حظي به التنظيم الروسي، رغم الشكوك التي راودت الكثيرين قبل انطلاق الحدث. أعين العالم كانت مُترقّبة ومتابعة لكل أحداث المونديال الذي ابتسم في نهايته إلى الديوك الفرنسية للمرة الثانية بعد مونديال 98، بفضل كتيبة أسماء مُرعبة في كافة الخطوط وبدكة احتياطية توازي تلك التي تُشارك بصفة مستمرة كأسماء أساسية، ودهاء مدربهم الفرنسي ديشامب الذي كانت نكهة أسلوبه تطغى بطابع إيطالي بحت، أتقن حذافيرها بمشواره الحافل أيام يوفنتوس -كبير البطولة المحلية هُناك- عندما كان لاعباً في صفوفه. كأس العالم الروسي ودَّعنا بحلوه ومره، للعرب الذين لم يكن مشوارهم مثلما تمنت قلوب ودعوات العرب، وإنما كانت صورة نمطية و"واقعية" -إن صح التعبير- بخروج مُبكر ضمنوا "قص تذاكر العودة" جميعهم بعد أول لقاءين .. للأسف!

وبعد أن تسلّم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشارة الشرفية لتنظيم المونديال القادم من نظيره فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، باتت أعين العالم تتابع الحركة الإعدادية للأشقاء في قطر، عرس كبير لأول مرة تحظى به منطقة الشرق الأوسط، ولجمال الفرحة أن تكون قطر الشقيقة البلد المُنظم للبطولة. العدّ التنازلي بدأ منذ اليوم التالي لنهائي المونديال الروسي، والآن الأعوام الأربع وشهور بسيطة فاصلة عن البطولة التي باتت تُعدّ بالأيام نُمني النفس بأن تكون هي الأفضل على الإطلاق، وهو أمر ليس ببعيد عن أن تُكتب فصول نجاحه بأحرف ذهبية خصوصاً بعد تجارب سابقة احتضنتها الدوحة وكُتب لها التميز كبطولة العالم للسباحة عام 2014 وبطولة العالم لليد 2015 وبطولة العالم للجمباز عام 2016، أضف للبطولات السنوية كبطولة قطر المفتوحة للتنس وبطولة العالم للتنس وبطولة قطر لسباق القوارب ودورة قطر الكلاسيكية للإسكواش ورالي باجا العالمي للدراجات النارية والهوائية. كما أن بطولة العالم لألعاب القوى ستكون بقطر العام المقبل.. كلها تدفعنا إلى أن بطولة العالم ستكون بذات الشكل والمضمون من النجاح بإذن الله.

انتشرتْ قبل عام تقريباً أخبار صحفية مترددة عن رغبة تعاون بين حكومتي السلطنة وقطر لاستضافة بعض المباريات في السلطنة، ورغم أن الموضوع ليس بتلك السهولة التي نتوقعها ونظنها؛ لحاجة مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على الموافقة في تطبيقها؛ كون الملف القطري منذ بدايته لم يتضمن مثل هذه البنود. إلا أن رغبة اتحاد قارة أمريكا الجنوبية في أبريل المنصرم رفع عدد المنتخبات إلى 48 منتخبا، بدءا من مونديال قطر، وبوادر ربما تكون للموافقة على ذلك، مما سيزيد من أرباح اتحاد اللعبة الذي بات ينظر إليها بقوة من الجانب الربحي والتسويقي. ومن هنا، أعتقد أن الفرصة مناسبة لإعادة إحياء مثل هذه الأفكار والتنسيق مع الأشقاء في الدوحة والاستعداد لذلك؛ لما سيشكله من فرصة مثالية للترويج للسلطنة، والتعريف بها من كافة الجوانب الممكنة. ناهيك عن أنها فرصة استثنائية للمساهمة في استضافة حدث عالمي ككأس العالم، وعوائده الاقتصادية الكبيرة، مثلما تحدثت الأرقام المعلن عنها في مونديال روسيا الأخير، والنجاحات الكبيرة التي أوجدها شرف التنظيم. وسبق أن غرّد الأستاذ ماجد الخليفي رئيس تحرير جريدة ستاد الدوحة بذلك، وأشار إلى إمكانية التعاون مع السلطنة والكويت إذا ما حدث وطُرحت فكرة رفع سقف عدد المنتخبات ووافقت عليه قطر؛ باعتبار القرار الأخير بحاجة إلى أن تؤيده الدوحة.

هي فرصة قائمة وأمنيات تدفعنا للتمسك بها، وأن يكتب لها النجاح، فمثل هذه الفرص لا تعود ولا تطرق أبوابنا دائماً، لكنها مجرد فرضيات لحد اللحظة، وهذه الفرصة بحاجة إلى أن تُدرس من كل جوانبها لترى النور.