العرس الجماعي بالرستاق.. دقة تنظيم تُدَرَّس

طالب المقبالي

لم تكن فكرة العرس الجماعي بالرستاق وليدة اللحظة، وإنّما جاءت نتيجة دراسة متأنية ودقيقة من قبل القائمين عليها.

لقد عرض فريق الرستاق الخيري ملف المشروع على لجنة التنمية الاجتماعية بالرستاق الذي ينضوي تحت مظلتها، وكان الملف مكتمل الأركان، وقد درست كل خطوات المشروع بدقة فائقة.

حيث باركت اللجنة هذه الخطوة، وبالتالي أيّدتها وزارة التنمية الاجتماعية التي ما فتئت تناشد المجتمع إلى الترشيد في مصروفات الزواج التي أصبحت تثقل كاهل الشباب وتوقعهم في شَرَكِ الديون التي لا تنتهي.

فريق الرستاق الخيري أخذ بزمام الأمور فانطلق إلى التنفيذ الفعلي للمشروع بعد الحصول على الضوء الأخضر من الجهة المعنية.

فقد شُكلت اللجان الفرعية وانطلق كلٌ إلى خط السير الذي حدد له، وتم الإعلان الرسمي عن استقبال الطلبات، وقد وضع الفريق رقماً كان يتوقع ألا يتجاوزه عدد المتقدمين إلى العرس الجماعي، والذي حدد بخمسة عشر عريساَ، فإنّ قل العدد عن هذا الرقم فإنّ فكرة الإلغاء كانت قائمة.

إلا أنّ المفاجأة كانت كبيرة والعدد يزداد يوماً بعد يوم إلى أن وصل الرقم إلى (57) وهو رقم فاق كل التوقعات.

ومع ازدياد العدد تزداد المتطلبات، ومع ذلك كانت الاستعدادات تسير وفق الخطة المرسومة.

لقد توالى الداعمون، وظهر التكاتف والتلاحم، وتظافرت الجهود، وبرزت لحمة أبناء الولاية لتحقيق هذا الإنجاز.

فالكل يعمل، والكل أخذ دوره وفق الإمكانيات التي يتمتع بها كل في مجاله، حتى وصلت ساعة الصفر لتزف ولاية الرستاق ٥٧ معرساً من أبنائها بحضور قرابة خمسة عشر ألف نسمة، أو يزيد.

حيث أقيم الحفل في ساحة الاحتفالات بالولاية تحت رعاية معالي عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وبحضور رسمي كبير.

وقد جرت التجهيزات لاستقبال أكثر من ١٥ ألف من المدعوين والمهنئين تم تنظيمهم بعناية فائقة بواسطة 180 متطوعاً من الشباب.

تخللت الفعالية فقرات جميلة بدأت بالقرآن الكريم الذي تلاه أحد المعرسين، ثم كلمة اللجنة المنظمة ألقاها المهندس هارون بن ناصر العوفي والتي رحب فيها بالضيوف وأثنى على تعاون ودعم المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد لدعمهم وتعاونهم لإقامة الحفل، كما قدمت فرقة ترانيم الإنشادية مقطعاً إنشادياً تم إعداده خصيصاً لهذا العرس، ثم قدمت فرقة قلعة الرستاق للفنون الشعبية فن العازي أثناء مرورها أمام الحضور، كذلك شاركت فرقة الشهامة من المضيبي في إحياء هذا الحفل الكبير.

 ثم قام ١٨٠ شابا من كوادر شركة الضيافة بتقديم وجبة العشاء لما يزيد عن خمسة عشر ألفاً من الحضور وزعت على ٦ نقاط لضمان السرعة والسلاسة، كما جهزت ٤٠ طاولة من الفواكه والحلوى موزعة على امتداد الساحة.

وتعتبر التكلفة الإجمالية للحفل بأكثر من 25 ألف ريال وهي تكلفة لا تذكر مقارنة بالتنظيم والتجهيزات ووجبة العشاء لهذا العدد المهول من الحاضرين.

وهناك ثلاثون شاباً بالدراجات من فريق دراجات صقور عُمان قاموا بتنظيم دقيق لعدد ٢٥٠٠ موقف للسيّارات.

والجميل في هذه الفعالية أنّه كان هناك نقل مباشر للفعالية بالتعاقد مع شركة إنتاج متخصصة لنقل فعاليات هذا المهرجان الكبير، وقد تابع البث المباشر أكثر من ٢٠ ألف مشاهد على اليوتيوب.

ومن أبرز ما في هذا الحفل الكبير فريق التصوير لأكثر من٢٠ مصورًا من فريق الرستاق للتصوير الضوئي أبرزوا جمالية هذا الحفل من خلال الصور التي التقطت من الجو ومن الأرض.

الحفل عبّر عنه المشاركون في الاستبيان الذي وضعته اللجنة المنظمة عبر رابط إلكتروني لمعرفة الانطباعات وحصل على أكثر من ٨٥٪ يصفون الحفل بالجيد جداً.

وتضامناً مع المعرسين قُدمت من قبل القطاع الخاص تخفيضات تصل إلى 50% من أكثر من حوالي 35 مؤسسة وشخصية بالولاية تقدم خدمات العرسان والعرائس كاللباس والزينة وتفصيل الملابس واستئجار القاعات وغيرها، كما قدمت للعرسان هدايا قيمة.

muqbali@gmail.com