23 يوليو.. يوم لا يُنسى

على بن بدر البوسعيدي

إنّ 23 يوليو يوم ليس كباقي الأيام، ففيه أشرق على عمان ضياء عم ربوعها وكان القابوس المنير..

يوم لا ينسى عندما أعلن الخبر السار والجميل في المنطقة الجنوبية من السلطنة، وتحديداً من محافظة ظفار، وبعدها بأيام تزينت مسقط واستعدت لاستقبال جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث ملأت الفرحة أركان البلاد والشوارع والبيوت، وكان النّاس سعداء بقدوم سلطانهم لأول مرة، واستقبلوه بأهازيج شعبية تعبر عن كل أهل عمان رغم أنّ البلاد وقتها لم تتوافر فيها الخدمات ولم تكن هناك سوى الطرق الترابية الوعرة، إلا أنّهم عبروا الصعاب وجاءوا من كل صوب لاستقبال صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - في مشهد رائع لا يُنسى كان دليلاً على التلاحم القوي بين المواطنين، وكلهم استمعوا بإنصات واهتمام إلى أول خطاب لجلالته، وتأكيده أنّه سوف يعمل بأسرع ما يمكن من أجل جعل عمان في مصاف الدول المتقدمة، ولا زال هذا الخطاب السامي محفورًا بحروف من ذهب في ذاكرة الناس والوطن، وخاصة من عايشوا تلك الفترة وشاركوا في هذا المشهد الرائع.

وبالفعل كان جلالته عند وعده وصدق ما عاهد الناس عليه، كل شئ في البلاد تغير، وانتقلت عمان من دولة تعاني من نقص شديد في كل مجالات الخدمات والبنية الأساسية لدولة يفتخر بها أبناؤها؛ وهي تزهو بتقدمها في كافة المجالات، بدءاً من المدارس والمستشفيات إلى الكليات المختلفة والجامعات والوزارات التي حققت إنجازات رائعة.

وعلى سبيل المثال فقد كانت وزارة الخارجية نموذجا يحتذى به فيما قدمته من جهود من أجل التعريف بالسلطنة في الخارج، ووضعها في مكانتها اللائقة بتاريخها وحضارتها على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وترجمت تلك الجهود بقيام مختلف دول العالم بافتتاح سفارات لها في السلطنة، إضافة إلى بلورة مواقف دولية وعربية خلدها التاريخ وعلى رأسها ترسية مبادئ الحياد والتسامح وعدم التدخل في شؤون الغير في العالم، حتى صارت السلطنة بوابة دولية وإقليمية هامة لحل المشكلات المختلفة، وتدخلت وساهمت في تخفيف التوتر وحل الكثير من الخلافات، وقدمت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- نموذجاً يحتذى به استحق احترام وتقدير العالم.