المرهون: ملتقى شباب عمان الثالث يستقرئ تطلعات أبناء الوطن لـ "رؤية 2040" ويواكب متغيرات العصر

· الحجري: الملتقى يهدف إلى توسيع مشاركة الشباب في دفع مسيرة التنمية المستدامة

· الصالحي: اللجنة الوطنية للشباب حاضرة في إعداد الخطّة الخمسية التاسعة (2016- 2020)

· السنيدي: الرؤية ارتكزت على منطلقات أساسية أهمها الأولويات الوطنية للسلطنة

الرؤية - مدرين المكتومية

رعى معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية أمس الأحد، افتتاح ملتقى شباب عمان الثالث تحت عنوان (مستقبل عمان) الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشباب بالتعاون مع مكتب الرؤية المستقبلية عمان 2040 والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط، وذلك بفندق روتانا صلالة حيث يستمر الملتقى حتى غد الثلاثاء 24 يوليو.

وأكّد معالي الشيخ خالد المرهون أنّ ملتقى شباب عمان الثالث الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشباب بالتعاون مع مكتب رؤية عمان 2040 يهدف إلى الوقوف على رؤية الشباب المطلوبة في العمل في 2040، مشيراً إلى أهمية رأي الشباب وتصوراته لفهم المتغيرات التي يشهدها العالم حالياً، والشباب في الحقيقة هم الأكثر حضورا في هذا الجانب، وأعتقد أنّ هذا الحضور التفاعلي مهم جداً من القائمين على أهداف رؤية 2040 وهو أيضا مهم في إيصال صوت الشباب.

بينما أشار الدكتور راشد الحجري رئيس اللجنة الوطنية للشباب إلى أن الملتقى يأتي من أجل توسيع مشاركة الشباب في دفع مسيرة التنمية المستدامة، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى إشراك الشباب في إعداد رؤية عمان 2040 من خلال إيجاد مجموعة من المبادرات والمشاريع التي من الممكن أن نعزز بها الرؤية ويتم تنفيذها من خلال الخطط التنموية الخمسية القادمة.

وأضاف: نؤمن بأهمية إشراك الشباب في إعداد المشاريع الاستراتيجية فذلك يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية والانتماء والمواطنة، وخلال الثلاثة أيام القادمة سيتم العمل من خلال ورش عمل يقدمها مدربون من كفاءات وطنية بحيث يتم الخروج بمبادرات ومشاريع متنوعة.

وأضاف: استهدفنا شبابا من عمر 15 إلى 29 سنة ووجدنا تجاوباً كبيراً، وكنا نتمنى استيعاب الجميع ولكن بسبب المعايير وتجويد المخرجات انتهينا إلى اختيار 50 شاباً وشابة، وهناك استفادة واضحة منذ الملتقى الأول وخرجنا بقيادات شبابية وكفاءات وطنية، وفي الملتقى الثاني خرجنا بمجموعة من الشركات الشبابية.

استهل البرنامج بكلمة ألقاها المهندس بدر بن علي الصالحي عضو اللجنة الوطنية للشباب. أشار فيها إلى أن ملتقى شباب عمان الثالث يستلهم من فكر جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه - وحرصه على أن يكون لشباب الوطن دور في بناء المجتمع، ويأتي تنظيم الملتقى تحقيقا لهذا النهج وتفعيلا لتوجيهات جلالته بإعداد رؤية عمان ٢٠٤٠ بتوافق مجتمعي خاصة وأنّ الشباب يمثلون النسبة الأعلى في المجتمع.

وأضاف الصالحي: هنيئا لشباب الوطن هذه الثقة السامية والدور المنشود في المساهمة بالإعداد والتخطيط المستقبلي لعمان ٢٠٤٠، لتكون عمان المستقبل كما أراد لها جلالته - حفظه الله ورعاه- وكما يتطلع أن يكون شبابها صناع حاضرها ومستقبلها الذي يليق بها. وهم أهل لذلك وعليهم تعقد الآمال وبهم تتحقق الأهداف.

وأشار إلى أنّ تنظيم الملتقى يتوافق وعدد من أهداف إنشاء اللجنة الوطنية للشباب كما جاء في مرسوم إنشائها والمتمثلة في العمل على توسيع مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالسلطنة، وتبادل التجارب والخبرات بين فئات الشباب. وتعد مثل هذه الملتقيات فرصة لتحقيق هذه الأهداف حيث إنّه ومنذ أن وضعت اللجنة الوطنية للشباب حجر الأساس في سبتمبر 2012، انطلقت من صوت الشباب العماني واضعةً نصب أعينها تعزيز مشاركتهم في وضع الخطط والسياسات الوطنية وكان للجنة الوطنية للشباب حضورها ضمن إعداد خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016- 2020) وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للتخطيط، وعملت على عقد شراكات مع قطاعات التخطيط المختلفة، ليكون هذا الملتقى أحد أوجه هذه الشراكات التي تتطلع اللجنة إلى إبرامها على امتداد فتراتها المقبلة بإشراك الشباب، الأمر الذي يحمّل الشباب مسؤوليّةً وطنيّة هم أهل لها.

وأضاف الصالحي: ليس بغريب على هذا الوطن وقائده زرع هذه الثقة في الشباب، فقد تحمّل الشّباب مسؤوليّة بناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل فكرًا وعملاً، تخطيطًا وتنفيذًا، قلبًا وقالبًا، ليكونوا الجسر الذي تعبر به عُمان الآفاق، سماءً بعد سماء، أنتم حاضر هذا الوطن ومستقبله، بأفكاركم ستكون رؤية عمان 2040 ومن هنا إلى ذلك الوقت ستحصدون ثمار ما تزرعون الآن بفكركم النيّر، وفعلكم الجادّ السبّاق إلى عمان المستقبل الزاهر.

 ثم قدم خالد بن علي السنيدي رئيس مكتب رؤية عمان 2040 عرضاً تطرق فيه إلى أن رؤية 2040 قائمة على لجنة رئيسية انبثقت عنها لجنة فنية ثم فريق تنفيذي مكون من لجان منوعة منها لجنة الإنسان والمجتمع ولجنة الاقتصاد والتنمية، وأيضاً لجنة الحوكمة والأداء المؤسسي بالإضافة إلى لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات، إلى جانب لجنة التنظيم والمتابعة وفريق الإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني.

حيث ارتكزت الرؤية على منطلقات أساسية أهمها النظر إلى الأولويات الوطنية للسلطنة، وتضمت محاور الركائز؛ ركيزة تعزيز الرفاة الاجتماعي، وركيزة المحافظة على الهوية العمانية والتراث العماني، وركيزة تطوير الكفاءات والقدرات الوطنية فيما يخص محور الإنسان والمجتمع، أمّا في محور الاقتصاد والتنمية فقد ركزت على إنشاء بنية أساسية حديثة ونظام عمراني متكامل والمحافظة على استدامة البيئة وركيزة تحقيق تنمية متوازنة للمحافظات بالإضافة إلى تحقيق الثروة من خلال اقتصاد متنوع وتمكين القطاع الخاص. وفي محور الحوكمة والأداء المؤسسي ارتكزت على تحسين فعالية الحوكمة والأداء المؤسسي وسيادة القانون.

أضاف: تضمن إعداد الرؤية مراحل بدات بأعمال لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات في 2015 و2016 وستنتهي في الربع الأول من 2019 بعرض وثيقة الرؤية النهائية على مجلس الوزراء.

جدير بالذكر أن الملتقى يستهدف الشباب بمختلف محافظات السلطنة من سن 15 إلى 29 سنة، حيث تم التسجيل عن طريق استمارة إلكترونية، وتم الفرز للوصول إلى 50 مشاركا ومشاركة، جرى توزيعهم حسب مواضيع الملتقى: ثقافات وقيم المستقبل التي ركزت على تقديم مفهوم القيم وتعريفه من خلال "الحوكمة والقطاع المؤسسي" الذي يبدأ أولا من الرقابة الذاتية؛ والتي يقوم فيها الشخص بمراقبة سلوكه وأعماله ويؤدي واجباته ومسؤولياته دون الحاجة إلى مراقبة الآخرين، بالإضافة إلى تعزيز الالتزام حيث إنّ الفرد يكون ملتزماً بعمله في كافة الجوانب.

هذا وتمت مناقشة "الاقتصاد والتنمية" تحت البند نفسه حيث تم توضيح عدد من النقاط أهمها: الاستثمار الذي يرتبط ارتباطا وثيقآ باقتصاد الدول حيث يسهم في زيادة الإنتاج وتدعيم الاقتصاد وتوفير فرص العمل، والعمل على تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات. وأيضًا في نفس النقطة تمّ التطرّق للادخار الذي يجعل الأشخاص يتّسمون بالنظام ومعرفة متطلباتهم ودراسة مصروفاتهم بما يتناسب مع الاحتياجات، كما تمّت مناقشة "الإنسان والمجتمع" والذي بدأ بالتكافل الاجتماعي وأهمية التعاون بين الأفراد وتكافلهم كقيمة فاضلة تبني مجتمعا سليما متماسكا قادرا على مقاومة مشكلات العصر وتحدياته، إلى جانب الحديث عن المعرفة التي تكمن في معرفة الإنسان وإدراكه لما حوله وتضيف لمهاراته وسيرته المهنية.

أمّا الطاقة المتجددة فقدمت شرحا مفصلا حول أهميتها واتجاه الدول إليها، لأنّها تساعد على تطوير أنظمة طاقة مستقلة وآمنة، وهي متوفرة بوفرة وكثرة في كافة أرجاء الأرض، وما تزال تقنيات تطويرها مستمرة ومتواصلة إلى اليوم.

كما قدّم الملتقى أيضًا تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وهي انترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز وغيرها من الوسائل التكنولوجية المتقدمة التي جاءت لتخدم الإنسان وتسهل مهامه الحياتية ومعاملاته اليومية.

المبادرات الاتصالية

يأتي هذا الملتقى ضمن المبادرات الاتصالية للرؤية المستقبلية عمان2040 لتعزيز النهج التشاركي في صياغة الرؤية، كما أنّه يعدُ مكملًا للملتقيات السابقة التي نظمتها اللجنة الوطنية للشباب انطلاقا من دورها واختصاصاتها في إشراك الشباب العماني في مختلف المجالات والأصعدة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة بمقترحاتهم وأفكارهم وتطوير مهاراتهم وإبراز قدراتهم المعرفية والفكرية بما يخدم بناء الوطن وخدمةً لما يسهم في رقيه ورفعته.

ويهدُف الملتقى إلى تعريف المشاركين بالرؤية المستقبلية عُمان 2040، وتعزيز الشعور الإيجابي للمشاركة في تحقيق رؤية عمان 2040، إضافة إلى تعزيز استشراف المستقبل لدى الشباب العماني، وتعريف الشباب بدورهم في بناء اتجاهات داعمة لمسارات الرؤية 2040. وشارك الشباب في وضع تصورات لمبادرات ومشروعات تساهم في تحقيق الرؤية المستقبلية لعمان 2040.

ويتضمن الملتقى جلسات وحلقات عمل يقدمها مدربون متخصصون في المواضيع الثلاثة التي يستهدفها الملتقى، ويُقدَّم في اليوم الأول عرض مرئي حول رؤية عمان 2040 إضافة إلى ورقة عمل علمية حول التخطيط وأهميته، وفي اليوم الثاني سيقدم المدربون المادة العلمية للمشاركين: ثقافات وقيم المستقبل، الطاقة البديلة، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وسيعمل المشاركون على مبادرات ومشاريع في اليوم الثاني والثالث حيث سيتم عرضها على لجنة التقييم ثم إعلان النتائج النهائية لأفضل المشاريع، وسترفع أفضل المشاريع للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط كمقترحات شبابية تُسهم في وضع الخطة الخمسية العاشرة 2026-2021م.

كيفية الاختيار

يذكر أنه بعد اطلاق استمارة التسجيل في مختلف منصات اللجنة على مواقع التواصل الاجتماعي تم فرز المسجلين وفق أعدادهم ونوعهم ومحافظاتهم التي ينتمون إليها والحالة العلمية، واتسمت نسبتا الذكور والإناث المسجلين بالتقارب في حين شغل الباحثون عن العمل والطلبة الجامعيون النسب الأعلى، وتجاوز شباب محافظة شمال الباطنة خمس مجموع المسجلين، يليهم شباب محافظة مسقط بنسبة 17%، وأثناء عملية الفرز تمت مراعاة التوزيع الجغرافي للشباب المقبولين ليشمل مشاركو الملتقى كل محافظات السلطنة، بحيث وُزِّع المشاركون المقبولون على المحافظات المختلفة على أساس النسبة والتناسب مع المسجلين، وأخذ النوع الاجتماعي داخل كل محافظة بما يتناسب مع أعداد المسجلين بعين الاعتبار، كما تمت مراعاة الفئات العمرية للشباب المسجلين من كل محافظة بما يتناسب مع أعدادهم، أما مشاركات المسجلين وإجاباتهم عن السؤال المفتوح فقد تم تقييمها في خمسة محاور هي القدوة والإلهام والرؤية، والتحدي والتمكين والتشجيع.

مشروعات وطنية

ويأتي تنفيذ ملتقى شباب عمان الثالث (مستقبل عمان) بغية الخروج بعدد من المخرجات أهمها، إشراك 50 شابا عمانيا في الملتقى من مختلف محافظات السلطنة، وتنفيذ ورش تدريبية علمية في الإعداد والتخطيط لمبادرات ومشروعات وطنية طويلة الأمد في موضوعات الملتقى، وإعداد ما لا يقل عن 3 تصورات محكمة لمشروعات قابلة للتنفيذ في الخطة الخمسية العاشرة 2021- 2026.

تعليق عبر الفيس بوك