ينتظرُ قُدومَ الأصدقاء


سوسن الغزالي – ألمانيا

حينَ يفتحُ الحزن فمَهُ
تتدفّقُ إلى جوفهِ
أجسادُ القتلى
هو لا يميّز طعمَ الدّمِ
ولا يرى
دموعَ الأمهاتِ المنكوباتِ
ولا يسمعُ نحيبهنّ

الموتُ بعينهِ السّوداءِ
يرانا كأضواءَ
وتثيرُهُ
أشدُّها التماعا

الحزن
يقتلُ ضجرَه الآبديَّ
بإشعالِ النيرانِ
لعلّ الموتَ الأعمى
ينتبهُ
لحرارةِ آمالِنا
فيأتي  مسرعاً
يؤدّي المشهد

فيغطّ الحزن  في النومِ
بينما
يلتهمُ
الموتُ ما تبقّى من الصحو

ولقراءةٍ أجملَ
أقولُ: الموتُ وحيدٌ
لم يكترثْ به أحدٌ    
وربّما كان يبحثُ عن أصدقاءَ
وبما أنّ لا أطرافَ له
كان يفتحُ فمَهُ الكبيرَ
ليلعب ..

أسألُ:
هل جرّبتَ أنْ تبتلعَ الموتَ يوماً!!
أن تشعرَ به كثيفاً في داخِلكَ
كشيءٍ يصعُبُ هضمُهُ
كأن تراقب صحوَك في نومِك
ربّما سيفهمُ بطريقةٍ
أفضلَ
أليس الحبُّ  احتلالاً

الموتُ وحيدٌ مثلي
ومثلي أيضاً ينتظرُ
قُدومَ الأصدقاء

 

تعليق عبر الفيس بوك