نحنُ التّسبيحةُ الكافرة في أفواهِ المؤمنين

 

وفاء الشوفي – سوريا

كلّما نهيتهم عن تلك المقاييس
تطاولَ الفضولُ ليروي ما تيبسَ من حبق المقامات العالية..

اندثر أيُّها الموتُ المكنّى بالعيش
لا قيمةَ إلا للجناح في خاصرةٍ رخوة..
لا قيمةَ إلا لعيونٍ يضيئها بريقُ الفهم الحنون.
وتجلّى أيُّها الغامضُ الممكنُ بنا..
أظهر وجهكَ المقنّع بخوفِ العالمِ و زيفه..

أيُّها المُجُون الذي تنكّرَ لخمرته في صلواتِ الخشوع والفاقة ..
أيتها الأسوارُ التي أسميناكِ في الطمأنينة أساور.
نحن أبناءُ التّلعثم والعين الجارحة..
أبناءُ اللّحم الحرامِ والدمِ الحلال..
أبناءُ اللا ممكنِ  والمحتوم..
نعيدُ للصّدأ أوانيهِ المتوارثة ونجْلو عن الصّباحات نعاسَ الصّمتِ..
نُقشِّرُ عن أجسادِنا لِحاءَ التّعبِ،  نشيدٍ أثقلَ أفواهَ الملحِ!
كمْ سكرٍ سيذوبُ في خيالِ شهوتِنا.. ليموتَ عارياً ووحيداً ؟
كم صدىً.. ليكسِرَ الجدارُ لوزهُ على جلدِ الشبق؟

نحنُ.. رُكامُ الحكايا المطمورةِ بالنار..
نحنُ الصرخات الّتي لم يُسعِفها الفضاءُ المشغولُ بأمجاده..
نحنُ التلويحةُ الفائضةُ عن الشوق..
والدمعُ الأرخصُ من ماءِ النهرِ
هلْ سَنحتفل بقبلاتِنا التي نسيها النّكاح اللّجوجُ؟
بعناقِنا الذي أنقذَ أيدينا من التصفيق؟

نحنُ النَاياتُ المنفردةُ.. الّتي دُفِنتْ بقبورٍ جماعية
والألحانُ الّتي احتقنت في التعبير
نحنُ الموجُ الذي تطاولَ عن بحرهٍ المارد.. فأضحى علقةً في فمِ الغرق.
نحنُ التّسبيحةُ الكافرة التي تكرّرت في أفواهِ المؤمنين.
وحصادُ أنفسنا نحنُ .. في بلاغةٍ لم تُدرِك قمحها حينَ اكتملت كلماتها.

 

تعليق عبر الفيس بوك