الاتصال التربوي والتعلم عن بُعد

عمرو عبدالعظيم

تُشير العديد من الدراسات والأدبيات إلى أن التعلم يرتكز على عدة عمليات أساسية؛ منها: عملية الاتصال التي تعد أساسًا جوهريًّا في حدوث التعلم، كما في دراسة (العزام، 2017)، وفي نظام التعلم عن بُعد يمثل الاتصال التربوي عنصرًا فاعلاً لا يمكن تجاهله، وفي حالة عدم توافره لا يحدث التعلم ولا يحقق أهدافه التي رسمت من أجله؛ حيث أكد ذلك (نبهان، 2016)، ومن وجهة نظري فالاتصال التربوي يمثل مجموعة العمليات التي تؤدي لتفاعل المعلم مع المتعلم لتحقيق أهداف المحتوى التعليمي.

ويؤكد الباحثون ضرورة أن يقوم التربويون بخلق نظام تعليم مستمر يعتمد على أساليب فعالة للتواصل مع المتعلمين في أماكن تواجدهم، تزامنًا مع النمو المتسارع في أجهزة الاتصال الرقمية التي يمكن توظيفها في نظم التعلم عن بُعد، وأنه يتجاوز الحدود المكانية والزمانية، ويتمكن فيه المتعلم من التعلم بالوصول للمحتويات التعليمية بسهولة، ويمكن له إعادة تصفح ودراسة المواد في أي وقت يناسب تعلمه، ومن وجهة نظري أرى ضرورة التوسع في تأطير عملية الاتصال التربوي بجميع عناصرها في أنظمة التعلم عن بُعد ومراجعة دراسات متعمقة في ذلك، خاصة الدراسات الأجنبية الأكثر غنى بالمصادر والحقائق عن هذا الموضوع كما في دراسة (Matthews, Williams, Yanchar, & McDonald, 2017).

وفي دراسة (عبد القادر وسعيد، 2015) والتي بعنوان "فاعلية التواصل بين الطالب والأستاذ بنظام التعلم عن بُعد بكلية الآداب جامعة الدمام"، والتي هدفت لدراسة مدى فاعلية التواصل بين المعلم والمتعلم في نظام التعلم عن بُعد وكيفية تحقيق الاتصال الأكاديمي والشخصي بينهما، والتي عرضت مجموعة من تجارب بعض الجامعات التي طبقت بالفعل نظام التعلم عن بُعد، حيث أكدت الدراسة أن عدد تلك الجامعات في تزايد مستمر حتى وصل إلى ما يقرب من 900 جامعة حول العالم بها ملايين المتعلمين المسجلين بهذا النظام كما في (عبدالعال، 2015)، وتطرقت الدراسة لأهمية التعلم عن بُعد كبديل للتعليم التقليدي النظامي؛ حيث أشارت الدراسة إلى مجموعة من الأدبيات والبحوث التي تناولت محوريْ هذه الدراسة وهما الاتصال والتعلم عن بُعد، وأوضحت أن تلك الدراسات اعتمدت على تحليل آراء الطلاب والمعلمين، والتي أكدت على أهمية الاتصال في نظم التعلم عن بُعد لتحقيق فاعلية هذه النظم، وذهبت بعض الدراسات السابقة الأخرى إلى أن عملية الاتصال محور مهم في العملية التعليمية كما في (العزام، 2017)، فإذا ما كان هناك عائق أمامها لم تتحقق أهداف العملية التعليمية ومن هنا أكدت الباحثتان ضرورة معرفة طبيعة معوقات الاتصال ومصادرها للتغلب عليها لتحقيق اتصال تربوي هادف حسب (عبدالعال، 2015).

وأرى أن الصفات الرئيسية للمعلم في نظام التعلم عن بُعد منها المشاركة والتفاعل والخبرة والإيجابية، وأن العلاقة بين الطالب والمعلم لا تقتصر على العملية التعليمية فقط، بل تتعدها لوجود علاقات إنسانية واجتماعية وتربوية جيدة وعلاقات تعاونية تفاعلية عالية كما في (العزام، 2017)، ويتم ذلك من خلال الإنترنت وتوصيل المعلومات وإجراء المحادثات ودعم حل المشكلات من خلال منتديات نقاشية تتواجد في بيئات التعلم عن بُعد حيث تشمل وجود تغذية راجعة كأحد عناصر الاتصال التربوي الرئيسية

Amrwow2010@gmail.com.

تعليق عبر الفيس بوك