كم الساعة الآن يا حضرة الضمير؟


مريم طبطبائي - ديربورن هايتس

اقتربَ الموجُ، وانحدرَ الضوء
ثمةَ خيلٌ قريبة
نساءٌ يتراكضن بلا عباءات ليل
أسمعُ أظافر تَعْلَقُ بأثداء الأمهات
وألفاً إلا خمسينَ بَحةً "نُوْحيَّة"
ليس كلُّ من صعدَ تلك السفينة نجا
أكثرهم أمواتاً يا نوح..

لا تسألوني لمَ أضحكُ كثيراً
أضحكُ أكثر من جنِّ " سليمان"
وأجمعُ لؤلؤ أسناني لآخرِ قرصانٍ سيأتي
أدسُّ شرودي في وجه الغيم
وأفتقُ أزرار عمري فوق صدر الأرض
أمارس كل خطيئات من قبلي
أُضيّقُ عروة سروال حظي
وأصرخُ بين فتحات أكمامي
" تباً أيها العمر الضائع هنا، أعدني إلى أرض مأرب.."

أيها الهدهد السمين
لا تقلُ لجلالة الملك
أنك وجدتَ امرأةً تملكهم
ولا تخبره عن ساقين سمراوين
انظر فقط للشمس وهي تعطسُ دفئها
قل لَهُ هنالك أطفال تلعب خلفها
لون عيونها " عسلية"
لهذا دبقَ الموتُ بها
الوردُ يلسعُ يا دَاوُدَ إن غاب درعُ الحبّ..

كم الساعة الآن يا حضرة الضمير؟
تأخرتَ جداً لتصحو
لقد شاب رأسُ أمك
وترهّل حظّها
كنتُ أظنُّ بلقيساً ستظلُّ جميلة
كنتُ أظنُّ على الصرح الممرّد سيرقص القلب
لماذا كل هذي الغباشة فوق الزجاج
هل أجهضنَ النساءُ هنا
يوم هاجمها الليلُ
وظلتْ " حضر موتٍ" تنعى أجنّتها..؟!

يا كلّ أطفال اليمن، أنا حاملٌ بدموعكم، سأنجبُ نهراً يتيما..

 

 

تعليق عبر الفيس بوك