"صلالة_ تستعد"..الرسالة السامية

أحمد بن ناصر


إنّ المتأمّل للشارع العربي خصوصا والعالم عامةً يدرك يقيناً كيف لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً ومحورياً في إحداث التغيير ، سواءً كان هذا التغيير ايجابياً ام سلبيا .
يمكننا اعتبار ثورات الربيع العربي نموذجاً صريحاً لهذا التغيير، حيث انّ نشأتها وادارتها واشعالها واخمادها كان يتمّ عبر الواقع الافتراضي بعيداً عن الواقع التقليدي المتعارف عليه قديما، وذلكَ ما نلحظهُ جليّا في فيس بوك تونس وسوريا وتويتر مصر وربما مقولة أحد المدوّنين المصريين بداية ثورة يناير عندما كتبَ تغريدةً الى الجزيرة والعربية تقول " لم نعُد بحاجةٍ اليكم بعد اليوم ، لدينا تويتر" .
دعوكُم من المقدمةِ أعلاه، وإليكم خلاصَة الحديث، شاهدتُ مقطعاً مرئيا لليوتيوب -ان صحت التسمية- السعودي عمر حسين يبيّن فيه ان هناكَ صناعٌ للمحتوى على مستوى العالم ربّما يتفقُ الغالبيّة العظمى على سخافةِ محتواهُم، وفعلياً تنطبقُ عليهم مقولة لا تجعلوا من الحمقى مشاهير ورغمَ ذلك استمرّوا في محتواهم مما جعل المشاهدات، والمتابعين في إزدياد .
والنتيجة، أحدهم كان الفرنسي جيروم الذب طالبَ الخطوط التركيّة بإرسال طائرة إغاثة الى الصومال والصدمة أن الخطوط التركيّة وافقت، بعدها طالبَ متابعيه بتجميع مليون دولار كتبرعات تذهب على شكل أغذية للصومال والصدمة تم تجميع ٢ مليون دولار .
والآخر (يوسف عراقات) الذي يملك ٨ مليون مشترك على اليوتيوب ، عندما حصلَ على فرصة المشاركة في أحد أفلام هوليود، وكما تجري العادَة أن يتمّ الاحتفال بالفيلم في حفلٍ بهيج تؤثّثه السجادة الحمراء، فما كان من يوسف إلّا أن اصطحبَ والدته، وهي ترتدي حجابها ضارباً بأحلامِ الحسناوات عرضَ الحائط .
والأمثلة كثيرَة والمغزى واحد ، وهو  أن هؤلاء الأشخاص في نهايَة المشوار لديهم نوع من أنواع المبادئ السامية ، والسؤال الجوهري: لماذا يصرّ البعض على صرفِ جلّ وقته واهتمامه في مهاجمة الآخرين والاحطاط من قدْرهم مُتناسين أنّ هذا الآخر عبارة عن كتلةَ مشاعِر؟، ربما، وأقول: ربما لو تُركوا لصنعوا لنا معجزة يوماً ما .
ولن نذهبَ بعيداً ، فعندما اجتمع خمسَة وثلاثونَ شخصاً من فئاتٍ مختلفة وثقافاتٍ متضادّة على حملةٍ وطنيّة اسموها" #صلالة_تستعد" هاجمهم المهاجمون، وتنمّروا عليهم بأبشع صور التنمّر، ودخلوا في نواياهم، وتركوا الهدفَ الأسمى من حملتهم، وهو الوطن والمواطن ، تناسَوا أنّ شهرتهم تحتّم عليهم أداء الرسالة السامية في نقلِ الكلمة، والصورَة لمتابعيهم كما هيَ رسالة الطبيب معالجتنا، والعسكري حمايتنا ، تناسَوا ان هذهِ الحملَة ربما ستحثّ الجهات، والمسؤولين لمضاعفةِ الجهد ، تناسوا انّ في هذا الموسم من العامِ الماضي بلغَ الانفاقُ السياحي من الزوار ٦٠ مليونَ ريالٍ عمانيّ، ولكَ ان تتخيّل كم من أسرةٍ باتت تنامُ مطمئنّة لديها قُوتُ سَنَتِها! .
أن لا يُعجبكَ محتوى أحدهم لا يعنِي ذلكَ انّه شخصٌ سيء، وأنّ لكَ الحقّ في تقزيمه، والدخولِ في نواياه ، فـبداخل كلّ رجلٍ وانثى طفلٌ صغير ، فخاطبوا طفولتهم قبل رجولتهم، وأنوثتهمْ .

تعليق عبر الفيس بوك