تعبتُ من التلاشي في عتمتِه


مالك البطلي - العراق


تعبتُ من حلمي الهارِب
من الركضِ وراءَهُ
تعبتُ من ثقلهِ على كاهِلي
تعبتُ من بَصقي عَليه
تعبتُ من ارتِطامي بظله
تعبتُ من العَومِ فيه
تعبتُ من الجزارينَ الذينَ يحومونَ حَوله
تعبتُ من التلاشي في عتمتِه
تعبتُ من مَنفاي
تعبتُ من يَقيني
من نَهشهِ روحي
تعبتُ من رفقةِ الليل
من ضوءِ القَمر
تعبتُ من ظِلي المرتبك
تعبتُ من فكرةِ الشروقِ والغروبِ
تعبتُ من أناشيد الشُعراء
 من لصوصِ السنين
تعبتُ ولم أستردْ عمري
تعبتُ من عطبِ مَشاعري
تعبتُ من رائحةِ احتراقي
تعبتُ من نَدمي
من فَمي
تعبتُ من عضِّ أصابِع انتظاري
تعبتُ من شيب النوارسِ واحتراقِها
تعبتُ من الأطفال الذين لم أُرزقْ بَعدُ..
تعبتُ من الاختباءِ تحتَ المطر
من عتمةِ الحاناتِ
من السكارى
تعبتُ من احتضاري وسطَ صخَبِهم
تعبتُ من نَحيبي وسطِ قَهقهاتِهم
تعبتُ من ضياعي بَينهم
تعبتُ من اللا ناسِ
تعبتُ من استجابةِ ظَهري لنبالِهم
تعبتُ من العاشقينَ
من الحالمينَ
ومن الذينَ لا يَحلَمون
تعبتُ من شروخِ قدميَّ
تعبتُ من الركضِ حافٍ على جزيرة المِلحِ تَحتي
تعبتُ من صوتِ الباعةِ المتجولينَ الذين يصرخونَ بحنجُرتي
تعبتُ من عراةِ الضَمائر
تعبتُ من الحكومةِ
من شَتمِها
من صُراخي بوجهِها بلا صوتٍ
تعبتُ  من عطبِ الأبجدية
تعبت من السفر حولي
لقد أوحشني وطني
أوحشني
أوحشني
أوحشني
تعبتُ من البكاءِ
وهذا اللا نهرُ يتسربُ عمرُهُ في مكانٍ مَجهول ..!
لقد تعبتُ من يَنابيع تَعبي
 سيدي
قاسموني تَعَبي وحسب
هل مِن شريفٍ يسدُ صنبورَ الدموعِ ؟!!  

 

تعليق عبر الفيس بوك