غرفة مسندم والدور المجتمعي



يوسف علي البلوشي

لم تكن زيارتي الأخيرة إلى ولاية خصب في أكتوبر الماضي طويلة لكي أستطيع أن أرسم وأعرف ماتحتاجه المنطقة من نقص في الجوانب التي تسترعي اهتمام الشباب وسكان المنطقة على أقل تقدير .
نادر أن تجد تبني بعض غرف تجارة وصناعة عمان بالولايات مبادرة إقامة أنشطة استثنائية طوال شهر كامل وهذا ما حصل وعايشناه مع غرفة تجارة وصناعة عمان في محافظة مسندم.
ولكن رأيت أن مجموعة من الشباب في ذلك الشهر كانوا يتجمهرون على مباراة لكرة القدم وسط تفاعل حاسم وتحت أنوار الإضاءة دليل أن المنطقة تعيش حراكا اجتماعيا ورياضيا وبحاجة إلى تكثيف الفعاليات والأنشطة في مختلف المناحي.
وجاء شهر رمضان الفضيل الذي يحمل في كل جوانبه نعائم الخير لأرى وأسمع وأقرا أن الحركة الرمضانية في محافظة مسندم اشتدت عن سائر الأيام وعن مختلف المحافظات بفعل إيجاد فعاليات وحراك مجتمعي وفتح منافذ حياتية لكل أبناء المنطقة من خلال تبني الأنشطة الرمضانية الدينية والاجتماعية والرياضية والثقافية التي يقف خلفها غرفة تجارة وصناعة عمان في مسندم.
لتنتعش المنطقة وتتحول إلى خلية نحل من العمل والنشاط وكانت تصلني المقاطع المرئية التي تحمل المسابقات والأنشطة واللقاءات بما يعكس ممارسة الحياة العمانية بكل تفاصيلها بل وهي منهاج عمل حيث أضحت شاهدة على عمل الغرفة وأنشطتها.
حيث جاءت لتأصيل الطابع العماني وإحياء التراث الرمضاني في عمان وإعطاء لكل ممارسات المجتمع النكهة الرمضانية الدائمة.
كانت مسقط تستحوذ على الاهتمام في مثل هذه الفعاليات بالعادة، ولكن كنت أشاهد أن توازي الفعاليات في خصب يحاكي مسقط في نوعية هذه الفعاليات التي ألتف حولها الشباب وسكان خصب وماجاورها لتكون الملاذ ومحطة الالتقاء والبديل الناجح في قضاء أيام رمضان والحل الأنجع بديلاً عن الذهاب لمسافات طويلة للبحث عن أنشطة وفعاليات رمضانية مختلفة يوميًا قد تكون أحياناً في دولة مجاورة.
التنوع الذي أوجدته غرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة مسندم فتح للجميع أن القادم الجديد والتخطيط للمستقبل سيكسبها رهان التجديد وإبراز مواهب أهالي المنطقة الذين ظهروا في الأفلام المرئية بنشاطهم الدؤوب طاقات تحمل مشاعل الهمة والجدية والعمل التطوعي من أجل ذويهم في المنطقة.
أبعاد الأنشطة التي أقيمت في محافظة مسندم بكل تأكيد ستؤتي ثمارها فعليًا على المنطقة بشكل تدريجي للمستقبل القادم في شتى الميادين سواء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا وغيرها بحيث تضع لكل قطاع رؤاه التي تناسبه وتطويره لكي تتسع دائرة الحضور وبالتالي إنعاش المنطقة بمختلف المناحي .
كما أن الهمة العالية التي حملتها غرفة تجارة وصناعة عمان فرع مسندم بلاشك وفي وقت قياسي منذ تسلم الإدارة الجديدة زمام الأمور فيها جعل تقارب وجهات النظر بين أركان التجارة والاقتصاد كبيرا، فبكل تأكيد أن الجلسات الحوارية التي كانت ضمن الأنشطة الرمضانية صنعت التقارب واكتشاف المواهب وإيجاد الحلول لما هو ضروري في المنطقة بالإضافة إلى الوقوف على احتياجات القطاعات المختلفة وهو الدور المفترض أن يقوم به رواد الأعمال في تحمل الجزء التعاوني مع الحكومة وهو ماظهر جليا في مسندم من خلال أنشطة الغرفة، فكل التحايا للقائمين عليها وعلى دورهم البارز وكل التوفيق للقادم .