يتسلّق أكتاف الظل ويضحك


أريج المغربي – الدار البيضاء


مفتتح:
كل المجازات تمردت
أشفق على حقيقة تلاحقها أصابع قصيدة
(1)
أنا الطفلة العاقة
تركت العشب ينمو على قبر أبي
و لم أنجب شجرة
صدقة جارية
(2)
قالت لي جدتي يوما
لا ترمي كل العطر بكف رجل
بالخمس
تأتيك صفعة
تقتل طفلة
نسيت ما قالت
حتى تطايرت أسنان الخيبة أمامي
(3)
يتسلل النصف الأول من النهار هاربا
أنظر إلى ظلي
مازال يبحث عن حذاء
(4)
و مازلت أقتفي أثر المعنى
في جعبتي نصف حقيقة
و فكرة
و يلاحقني ظل أعمى
(5)
لا أعرف من أين تؤكل الكتف
أجوع كالطير
وأقتات قمح الصدف
ما مات أحد من الطُوَى
ولا فكرة الآن
تسد رمق المعنى
ظلي نحيف
وسريع الخطى
الكتف الوحيدة التي أعرفها
أدخرها للعناق الأخير
(6)
وجهك الذي أكتبه على نوافذ النهار
أنقعه ليلا
وأشرب ماءه
هكذا أصير طفلة
كأني خلقت من جديد
بلا خطايا
و بلا عقد
(7)
أنا لست سيئة بما يكفي، وإلا لما كان قلبي يحمل كل هذا الألم
ولست جيدة أيضا كما يجب لأنني لا أنتقم لهزائمي...
لربّما في النهاية
هكذا يجب أن يكون عليه الأمر
نروض الحزن حتى يصير جزءا منا..
وتلك الجرعات من المرارة تقوي عضلة الحياة فينا
ومع ذلك
لست سيئة كما قد يبدو لأنني مازلت أصادق ظلي الأحدب
ولست جيدة بما يكفي لأنني عند كل عثرة أتحسس آثار الندب على وجه الطريق وأدعو للحظ بلعنة الشنق
لم أخبركم أن النسيان صديقي أيضا ..
يتسلق أكتاف الظل ويضحك... وأضحك... ونمضي ...
***
فاصلة:
عطش قلبي وما بلَّ إلا هواك ريقي
شربت وزدت كنت الكأس و كنت الساقي

 

تعليق عبر الفيس بوك