كن جميلاً

 

منى بنت حمد البلوشي

دراسات إسلامية

تحية شكر أرسلها للدكتور صالح الفهدي رئيس مركز قيم والباحث في القيم الإنسانية، وشخصياً من محبي وعشّاق  برامجه التي تم بثها سابقاً، والذي رسخ في بالي منذ فترة طويلة برنامجه" قِيَم"  ومايزال للآن راسخاً في مخيلتي، وما بين الفينة والأخرى أراوده، كم جميل لمثل هذه البرامج أن تُبث في مجتمعنا ونحتاجها في كثير من الأحيان في حياتنا والتي لابد من وجودها وتطويرها في الحياة لمواكبة التطورات التي ألّمت بالأمة وربما التي اختفت وغيّرت البعض منها.

وإنني ممن يهتمون بغرس القيم وتطوير الذات يأتينا مجددا الدكتور صالح الفهدي ببرنامجه الذي أصفه بجوهرة البرامج وأعتبره حلقة مكملة لبرنامجه "قِيَم" برنامج "كن جميلا "الذي يعرض على قناة الاستقامة ويحتاجه الكثير في هذا الوقت الذي انتشرت فيه الكثير من المصطلحات وتغيرت فيه الكثير من المعاملات والتعاملات، "كن جميلا" برنامج لايتعدى العشر دقائق وأقل بكلمات مختصرة تصل للروح وتحفزها بطريقة لاشعورية وبجمال العبارات والأحرف تزدان الروح محلقة بتلك العبارات؛ وتزداد جمالا ويزيدنا تشوقا حلقة بعد حلقة وبانتظاره لمعرفة مكنونات باقي الحلقات كلمات مختصرة تخترق الروح لتتخلى عن كل ما يقيدها من مخاوف وتراجعات كثيرة تجعلها تستسلم لواقع ليس له شيء من الأساس ولاتمت له بصلة بإنسانية الإنسان، فالأسلوب الذي استخدمه الدكتور يصل لمسامعنا وجوارحنا.

نعم يحتاج الكثير منا لمثل هذه البرامج والتمعّن بها؛ والذي أعتبره برنامجا في مقدمة البرامج المشوّقة والتي تزرع في ذات الإنسان روح حب الذات والمبادرة ونبذ الكثير من الأفكار التي تأصلت ولصقت بهم دون معرفتهم بكيفية التخلص منها وربما كيفية وجودها بهم، برنامج جدا رائع ولن أستطيع أن أعطيه حقه بالوصف والتحدث عنه وربما لو تحدثت عنه لن أوفيه؛ فنحن نمتلك من الجمال الداخلي والذي لا نستطيع إخراجه إلا برضا تلك الروح والتغلب عن تلك المخاوف التي تمتلكها؛ البرنامج يحمل الكثير من الجمال الذي لابد وأن يتصف به المرء ولربما أتصف به ولكنه لا يعرف طريقا لإخراج القوة التي يتمتع بها للبدء بما تكنه روحه؛ ويرضخ لواقعٍ ليس له به جديد وبرنامج "كن جميلا" يحمل في طياته العِبر والمواعظ الكثيرة والتي تتغلغل إلى الروح بطريقة السرد الرائعة وسلاسة الإطراء وطريقة وصولها لمسامع السامع والتي يتبع ويلحق كل حلقة منها بالقصص لمثل أولئك الذين تحدوا الصعاب وطوروا من ذواتهم كم جميل أن تكون أجمل بقيمك وأخلاقك التي لابد وأن تكون بها مختلفاً عمن حولك.

هذا البرنامج يخدم شريحة مجتمعية كبيرة جدا وبه من التحليلات المشوقة للوصول لمكامن الذات الداخلية والتي تعكس روح المرء الخارجية؛ وبه تغييرات كثيرة سيحدثها بالنفوس الطامحة للتغيير بين الناس.

فكل هدف يحتاج لقوة النهوض من التعثر لمواصلة الطريق فكل منِّا بداخله قوة ومن الخطأ أن تكون مدفونة ولابد من التنقيب عنها بأسرع طريقة ممكنة، وعدم الوقوف على ما هو تعثر عليه، كن جميلا أمام من تقابله بروحك المبتسمة وأخلاقك وتواضعك وعدم رفعك لصوتك لمن هو أمامك بشتّى الطرق فكن جميلاً بجمال ارتقائك بإنسانيتك وعدم التقليل منها.

فأنت بحياتك أجمل بتغافلك وتجاهلك عمن أساء لك ليس لأنك لا تستطيع رد الإساءة ولكن أخلاقك ترتق عمن سواها وأرفع قبعة الاحترام والتقدير لهذا الرجل الذي وبحكمته أن له هذا الكم الهائل لوصول الأفكار بطريقة سهلة يستوعبها السامع وجميع الفئات والذي أعتز بمتابعة برامجه ليس كلاما أسطره وإنما من أعماق قلبي تخرج هذه الكلمات؛"كن جميلا " سلب قلوب الكثير ممن يتابعه فكلماته تحمل من مكنونات العبارات وحركت الكثير من المشاعر المكنونة فشكرا لنبضات قلمه وحروفه التي تصل بطريقة نفّاذه فشكرا لن توفيّه حقه؛ ولو سنحت الفرصة لي بلقاء الدكتور صالح الفهدي لاستنفدت ما في عقلي من أفكار ومخيلات  أودّ أن تكون حقيقة على أرض الواقع، فكن جميلا لتكن حياتك أجمل واسع لاكتشاف الألماسة التي بداخلك.

 فقد قال الله تعالى"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"فالروح البشرية التي خلقها الله تعالى هي وحدها القادرة على تغيير ما بها من مكنونات وتستخرج مكامن روحها الخيفة.

eyaad579@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك