رأسي المقْلَق


ياني بيانو / سورية


"إذا كنا نمتلكُ القدرة الكافية أن نقولَ الفيلم ،
أن نحكيه ،
فلماذا نَصْنَعُهُ ؟"
المخرج الإيراني / جعفر بناهي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   *  من فيلم بعنوان /هذا ليس فيلما /

لا أدري يا أحلام ، كيف يمكن أن أصدق ذلك ، بتُّ أشكُّ بكل شئ حتى بفكّرة التجربة ذاتها ، إن خلاصة الحياة تصيرُ تربة وافرة البكتريا الصانعة للشكّ الطويل ، المتناهي العِناد ، تواصل تجميع بلورات الأسئلة ببطء حركة عصيّات الخمائر بقدر الحليب .
هناك أشياء كثيرة لم أخبرك عنها ،
فأنتِ على حبّ مع رجل صَموت ،
قليل الكلام ،
رجل على قناعة كاملة بأن الأصابع أيضا تمارس الحبّ .
ـــــــــــــــــــــــــــ
قبل عدة سنوات رأيتُ لاعب شطرنج محترف يجلس على الشرفة مع ضيوف له ، بينما الرقعة والخصم بأحد الغرف الأخرى .
إمرأةٌ واحدةٌ فقط تتنقّلُ وتوصِلُ رسائلَ الجنود ،
لم أكن أدري بعد يا أحلام ،
من أجل أيّ ملك تحدث كل هذه اللعبة بالعدمْ ؟
ولمَ كلّ هذه القدرة من الطرْقِ على عظامِ التصّور ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنا لا أبالغ يا أحلام /
وما سأرويه الآن لك قد يبعث الضجر بصنّاع السينما ، حضرتُ مجموعة من الأفلام في المنزل وانا أُديرُ ظهري للشاشة ،
نكاية بالصور أضع رأسي المقْلَق على حضنكِ ،
رأسي مليئة بالتخيّلات ،
لم أخبرك وقتها أي أَسْرٍ جميل كنتُ عليه وأنتِ تنقلين الأحداث وألمس بيدي نكهة الحركة وأضعُ لها صوتاً منبعثاً من رائحتكِ ،
ولا أملُّ الضوء ولا يدي ،
ولا مراقبة وجهكِ والسماعات بأذنيك .
نكاية بالصور /
أتابع الفيلم من أسفل إمرأة ،
أسفل ذقنها ،
أغامرُ تحت وجه إمرأة واقفة ٌكتمثال مريض باللّمعان ،
عنقكِ وصوتكِ وذاك الضياء المتقطّع على جلدك ،
أنا كومة رجل بحجرك ،
شَرِه يستسلمُ لفطنة الخيال ،
كومةٌ من الترقّب والحذر ،
أُذنٌ ترتشف الفيلم بوجهة نظركِ ،
رأسي داخل أُذني يركّبُ خلفكِ ما تقولينه ، لا أظن أنها الصور ذاتها التي بالفيلم ،
الفيلم خلف ظهري مسجّى وراء المربع ،
خلف ألياف الزجاج ،
مجموعةٌ من عصافير البروقْ ،
ترّفلُ لكِ ،
وأنتِ تفكيّنَ حزمَ النور بالتحليق .
هل تَصحّ السينما بكلِّ هذا النكران ؟
هل يصحّ إستيفاء إنعكاسها على جلد إمرأة من عسل وفقراء ،
وأنا مكوّمٌ بحضنِك كالشرّ الصغير ْ.
....................................
______ Yany Biano

 

 

تعليق عبر الفيس بوك