كَسَّرْتُ فِي المِرْآةِ صَوْتِي


هالة نور الدين - شاعرة مصرية


(1)
( ذِهْنُ التَّرائِي )
وكَأنَّ الوَقْتَ قَدْ مَرَّ حَلِيَّا
أيُّ سِرٍّ
فَاحَ بالنَّورِ عَلِيَّا !
،
مَنْ سَبَى الدَّفَّاقَ
فِي هُدْبِ التَّلاقِي ؟
واصْطَفَى نَبْضًا ..،
وقَدْ كَانَ الخَلِيَّا !
،
مُنْذُ دَاخَ المِلْحُ
في مَوْجِ التَّمَنِّي ..
واسْتَدَارَ العُمْرُ
فِي كَفِّي مَلِيَّا
،
لَيْسَ لِي أنْ أُغْلِقَ البَحْرَ
وشَوْقِي
فِي ارْتِدَادِ الرِّيحِ
يَنْسَابُ جَلِيَّا !
،
إنَّنِي
كَسَّرْتُ فِي المِرْآةِ صَوْتِي
ثُمَّ عَادَ الصَّوْتُ
مِنْ خَلْفِي سَلِيَّا !
،
يَنْفُخُ العُتْبَى
كَمَا شَاءَ وأوْلَى ...
لا زِحَامٌ لا نَوَى
يُثْنِي الصَّلِيَّا
،
ذَاكَ عِطْرِي ..،
فِي ارْتخاءِ اللَّيْلِ يَسْرِي
حِينَ تَرْتَابُ الرُّؤى ..،
يُمْسِي غَلِيَّا
،
مَدَدٌ أكْبَرُ
مِنْ ذِهْنِ التَّرَائِي
يَخْلَعُ المَنْفَى
ويَخْتَارُ الوَلِيَّا ...!

(2)
 ( رَنَّةُ اليَّاء )
إنِّي عَشِقْتُ الصَّدَى
فِي رَنَّةِ اليَاءِ ؛
فَاهْتَزَّ نَاي الرُّؤَى
مِنْ رَعْشَةِ المَاءِ
،
طَرَقْتُ نَجْمَ المَرَايَا
لَيْلَ وَحْشَتِهَا
وجِئْتُ رَغْمَ النَّوَى
مِنْ خَلْفِ جَوْزَاءِ
،
ويَسْأَلُونَ عَنِ المَكْنُونِ فِي رِئَتِي
مَا بَالُهُ ..،
وَتَرٌ يَبْكِي عَلَى اللَّاءِ !
،
هَلْ تِلْكَ قَطْرَاتُ تُرْخِي
لَوْزَ نَاصِيَتِي ؟
أمْ لَمْعَةٌ
تَقْتَفِي فِي البُعْدِ أشْيَائِي ؟!
،
كَأنَّمَا
هِبَةُ الأسْمَاءِ فِطْرَتُهَا
وَجْهَانِ مِنْ صِبْغَةِ المِشْكَاةِ أسْمَائِي !
 ،
أنَا هُنَا
لمَدَى الأقْمَارِ عَاكِفَةٌ
يَا مَنْ وَهَبْتَ السَّنا
فِي غَوْرِ بَيْضَاءِ


(3)
 ( آيَةٌ في الرِّيح )
دَفَّةُ عِطْركَ ...
تَسْبَحُ خلْفَ العُشبِ النَّائِم ،
تَدُسُّ آيةً فِي الرِّيح،
وتَغْسلُ الطُّرَقَات
 بمَا فَرَّ مِن الجِهَات ...
وأنا ...
بلِا مُتَّكَأٍ ..،
لا وَقتَ لِي ..
ما مِنْ قَشةٍ
تَخْترِعُ النَّجَاةَ ..،
أوْ وَهْمٍ
يَشبُّ فَوقَ حُفْرةِ القَدَر ...
 هُو ..
شَفَقٌ أوْسَعُ
مِنْ جُوعِ صَدْرِكَ المَكْلوُم
يَقْبضُ شَفَةَ المَاءِ ،
ويُقَوِّمُ الوَنَّةَ..،
بِرعْشةِ الزَّمَانِ المُرّ !
......
هالة نور الدين

 

تعليق عبر الفيس بوك