ما الذي يحدث على رمال بوشر؟!

 

أحمد الشبلي

 

قبل أشهر قليلة كنَّا نذهب للاستمتاع بتلك الرمال الناعمة والتلال الذهبية المترسخة في وسط ولاية بوشر، عندما تتسلق تلك المُرتفعات الرملية تنظر للبحر أمامك والجبال من خلفك، روعة في الجمال والتنوع البيئي في ولاية بوشر، جبال ورمال وبحر وأودية وأنت في نفس الموقع، نعمة حبا بها الله عُمان دون غيرها من البلاد، تستوجب بذل الجهود لحمايتها والمحافظة عليها كإرث حضاري وشاهد طبيعي في قلب العاصمة مسقط.

كانت تلالها شاهقة ورمالها الناعمة تبعث روعة وجمالا خلاقا، لا يُمكن وصفه باختلاف العبارات والمفردات، تقبع فيها مكنونات الجمال، وتشكل مرتعا ومتنفسا طبيعيا للسكان والقاطنين، تغمرهم روح المُغامرة وحماسة التطلع لخوض غمارها الأخاذ، تلهج الصدور بنسائمها المنعشة.

واليوم .. ما الذي يحدث أعلى تلك التلال الرملية الجميلة؟ ما الذي يشوهها ويسلب خيراتها ومكنوناتها؟ ما الذي يحدث في الخفاء وفي الظلام؟

لو صعدنا إلى أعلى تلك التلال الرملية لوجدنا الفاجعة المُرة، كانت قمم تلك التلال عالية تزخر بكثبانها الرملية الناعمة، ومكنوناتها الفريدة التي تجذب الشبان والسياح وممارسي رياضة الدراجات الرملية وغيرها، واليوم أصبحت تلالها كقيعان الأودية، حيث تم تجريفها ونهبها عن آخرها، لقد سلبوا تلك الرمال واستحوذوا عليها، أطنان من الرمال تم نقلها من قمم التلال، وأستبدلت بمخلفات ونفايات البناء، التي أصبحت تشوه المكان وتبعث على الاشمئزاز تارة، والتوجس من إمكانية التعرض للضرر بسبب تلكم الأكوام من الحجارة والطوب التي استوطنت المكان، هناك أيدٍ تعمل في الخفاء، وتسلب مكنونات الطبيعة الغنَّاء، بسكوت الجهات المعنية عن هذا الموضوع، كمن يبيع مقوماته الطبيعية بأبخس الأثمان، وسط تعالي الأصوات والمناشدات بوجوب الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي.

ahmed.alshibli99@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك