"نهائي صلاح"..!

حسين الغافري

تنطلق، مساء السبت، آخر فصول بطولة أبطال أوروبا هذا الموسم بمواجهة من العيار الثقيل.. مباراة عملاقة تجمع ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، وهي نهائي حُلم خصوصاً لنجمنا العربي المصري محمد صلاح، بعد أن لفت الأنظار في أول موسم له مع الريدز. كما أنه نهائي حلم لزيدان ونجومه في الفريق الإسباني عندما يحاولون تحقيق اللقب الثالث توالياً، والثالث عشر تاريخياً.

أكثر ما سيجعل المباراة ممتعة هو قدرة الفريقين الفائقة على التسجيل. ليفربول بثلاثي هجومي على أعلى مستوى في مقدمتهم النجم محمد صلاح والبرازيلي فيرمينو والغاني ماني. ما يميز الليفر هي سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، ولعل الفريق الإنجليزي يعد هذا الموسم أسرع فريق أوروبي في هذا الجانب. وبطبيعة الحال، فكل ذلك جاء بجهود ليست سهلة قام بها المدرب الألماني يورغن كلوب الذي عرف كيف يعيد ترتيب المجموعة وتكوين فريق بشخصية أثبتت نجاحها. كلوب راهن على عدد من الأسماء المغمورة في البداية، ولكن سرعان ما كانت إضافة حقيقية، حتى إن رهانه على المصري صلاح حمّله شكوك في البداية عن مدى نجاح لاعب لم يوفق سابقاً تحت قيادة مورينهو في تشيلسي، وبصفقة مكلفة تصل إلى 40 مليون يورو. إلا أن صلاح ما لبث حتى انطلق كالصاروخ، وكان الرقم الصعب في البطولة هذا الموسم، وحصد لقب الهداف وأفضل لاعب.

وفي الجانب الآخر، ريال مدريد على موعد من إنجاز جديد إذا ما فاز بنهائي كييف هذا العام. الفريق يطمع بلقب ثالث توالياً في أبطال أوروبا، وثالث عشر على مر التاريخ. وهنا لا يمكن تجاوز زيدان ونجاحه في هذه المهمة الصعبة التي أوكلت إليه في بداية الأمر، فقد صنع ما لا يقدر غيره على صنعه، وما جهوده الواضحة على الفكر التخطيطي الجيد الذي أوصله إلى ما أوصله اليوم. وتبدو مشاركة رونالدو في النهائي قوية للغاية بعد إصابته في الكلاسيكو. حقيقة، كل محبي المستديرة تمنون حضور كل النجوم حتى نستمتع بمباراة تليق بحجم النهائي. إضافة لأسلحة زيدان في النهائي، فيبدو كالعادة أن ميزة لاعبي الوسط في تسيير اللقاء وقيادة دفة المباراة ستكون أهم الأسلحة. ولعل أهم عنصر أسهم في تحقيق الملكي لإنجازاته في السنوات الأخيرة جودة لاعبي الوسط بتواجد الألماني كروس والكرواتي مودريتش والبرازيلي كاسيميرو.

إجمالاً.. ننتظر نهائي على مستوى عالٍ يليق باسمه. بغضِّ النظر عن من سيفوز رغم أن قلوبنا وأفئدتنا تقف مع ابن العرب محمد صلاح، بتحقيقه لقبا أوروبيا ودخول التاريخ من أوسع أبوابه. مباراة نهائية، وطبيعة النهائيات أنها تُخفي الكثير من الأسرار وتحسم في تفاصيل وجزئيات صغيرة، رغم القراءات والتنبؤات المبكرة، إلا أن الوضع في الميدان مُرشَّح أن يتغيَّر كليًّا. نتمنى نهائي السبت أن يكون نهائي حلم خصوصاً كما ذكرت لمحبي كرة القدم في العالم العربي في سهرة رمضانية ممتعة.. وكل عام والجميع بخير.