التعلم عن بُعد بديلاً للتعلم التقليدي

 

عمرو عبد العظيم

إنّ نظام التعلم عن بُعد نظامًا تعليميًا مميزًا، والذي يتصف بعدم التأكيد على وجود المتعلم وجهًاً لوجه مع المعلم ويتصف أيضًا بالمرونة في شروط القبول، مع التزامه بالمعايير الدقيقة لنظام التعلم التقليدي، فضلاً على أنّه يتيح فرص التعلم للعديد من الفئات المختلفة دون إلزامهم الحضور لمقر الدراسة سواءً كانت جامعة أو معهدا أو مدرسة

ويؤكد الباحثون أنّ التعلم عن بُعد هو شكل من أشكال التعليم المفتوح الذي يتم فصل المعلمين والمتعلمين من خلال المسافة الجغرافية، وهذا ما يسمى أحيانا home study، وهناك العديد من وسائل الاتصالات تستخدم للتعلم عن بُعد، وليس فقط المراسلات البريدية، فاستخدامنا لتقنيات التعلم الرقمية في بعض أنماط حياتنا اليومية مثل: قراءة الكتب والصحف الإلكترونية وطلب المعلومات عبر الهاتف فكلها تُعد خبرات للتعلم عن بُعد والتي تؤدي إلى التثقيف الفكري في أوسع معانيه.

وفي نظام التعلم عن بُعد يمثل الاتصال التربوي عنصرًا فاعلاً لا يمكن تجاهله، وفي حالة عدم توافره لا يحدث التعلم ولا يحقق أهدافه التي رسمت من أجله، ومن وجهة نظري فالاتصال التربوي يمثل مجموعة العمليات التي تؤدي إلى تفاعل المعلم مع المتعلم لتحقيق أهداف المحتوى التعليمي المقرر.

وتشير الدراسات إلى أن التعلم عن بُعد (Distance Learning) وسيلة تعليمية تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان، وبُعد المسافة بين المُتعلم والمعلم أو المجموعة الدراسية، وتكمن أهميتها في تقديم برنامج تعليمي من قلب الحرم التعليمي، ووضعه بين يدي المتعلم بالرغم من اختلاف المسافة الجغرافية، وذلك سعياً لاستقطاب الطلاب، وتحدّي الظروف الصعبة التي تواجههم للانضمام إلى برنامج التعليم التقليدي في الجامعات.

ومن هنا يجب أن نطرح بعض معوقات التعلم عن بُعد كما أوردتها الدراسات التربوية كما يلي:

 

· ارتفاع التكلفة المادية للانضمام له في العديد من البرامج.

 

· عدم تقبّل المجتمعات لهذا النوع من التعليم.

 

· سوء الظن بهذا النمط التعليمي من حيث قدرته على توفير فرص عمل مستقبلية.

 

· عدم اعتماد بعض وزارات التعليم العالي في الدول العربية للتعليم عن بُعد.

 

ورغم تلك المعوقات إلا أنه يتصف بعدة مميزات منها ما يلي:

يلعب التعليم عن بُعد دوراً فعالاً في رفع المستويات الثقافية، والعلمية، والاجتماعية بين الأفراد، ويسد النقص الكبير في الهيئات التدريسية والأيدي المدربة المؤهلة في مختلف المجالات، ويخفف من ضعف الإمكانيات التي تعاني منها بعض الجامعات،  ويُقلل من الفروقات الفردية بين المُتعلمين، وذلك من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التعليمية والتدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليماً فعالاً من وسائط وتقنيات تعليم، ويعمل على فتح الآفاق في الارتقاء الوظيفي لمن فاته قطار التعليم المنتظم من الموظفين، حيث يمكنه ذلك من الدراسة والعمل في آن واحد، ويوفر الوقت والجهد ويحفز المتعلم على اكتساب أكبر قدر من المهارات والتحصيل العلمي، نظراً لتركيز العملية التعليمية فقط على المحتوى الدراسي دون التطلع إلى أي جوانب أخرى حيث يساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كلياً، وذلك من خلال اختيار المصادر التي يستوحي منها معلوماته بذاته دون تأثير من الغير.

وعلى ما سبق فإنّ مستقبل التعلم عن بُعد واعدٌ في جميع الجامعات، وسيوفر فرصًا تعليمية كبيرة، لذا وجب على المهتمين بالشؤون التعليمية الاهتمام بهذا النوع المتميز من التعلم بنفس درجة الاهتمام بالتعلم التقليدي.

amrwow2010@gmail.com