"كل عُمان".. تكاملية الفكرة والأهداف

فايزة الكلبانية

كثيرة هي التساؤلات وعلامات الاستفهام والتعجب التي يُبديها المتابعون -من مواطنين ومسؤولين وأصحاب أعمال- حيال ما وصل إليه البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"؛ سواء فيما يُعنى بالمشاريع والمبادرات التي جاءتْ كمخرجات للمختبرات التي يُعوَّل على القطاع الخاص تنفيذها الشيء الكثير. أو ما صاحب البرنامج من تطوير للقطاعات الخمسة الواعدة، والتي شُكِّلت لجانٌ فرعية تعمل على إيجاد حلول دقيقة للتحديات التي تُواجه كل قطاع، في جلسات تجمع المسؤولين بالحكومة ورجال الأعمال وممثلين عن القطاع الخاص، إلى جانب الحرص على الشراكة المجتمعية في إحدى مراحل العمل، سنظل مُتفائلين على العموم بأن يكون القادم أجمل على عُمان وأهلها.

وفي ظل هذا الوضع، نجد في الجانب الآخر قيام مكتب "رؤية عمان 2040 " بمواصلة الجهود في ذات الاتجاه؛ حيث تمَّ تشكيل مجموعة من اللجان وفرق العمل الفنية، شملت اللجان القطاعية: لجنة الإنسان والمجتمع، لجنة الاقتصاد والتنمية، ولجنة الحوكمة والأداء المؤسسي، إضافة للجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الإستراتيجيات، ولجنة التنظيم والمتابعة، وفريق الإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني. ويشارك في عضوية هذه اللجان أكثر من 100 من جهات مختلفة، يُمثلون كافة أطياف وشرائح المجتمع العُماني. وقد تم اختيار أعضاء اللجان بناءً على معايير الكفاءة، وبصفتهم الشخصية؛ لضمان استمرارية العمل في المشروع. كما قامت اللجنة الرئيسية بإنشاء مكتب الرؤية المستقبلية ورفده بالكفاءات الوطنية المؤهلة، ليقوم بتقديم الدعم الفني والإداري اللازمين لإعداد وصياغة الرؤية في ضوء التوجيهات السامية.. كل هذا للعمل على تقييم رؤية 2020، وتفادي ما يمكن تفاديه وفقا للتغيرات في الحركة الاقتصادية ومعطيات سوق العمل، والعمل على صياغة وتخطيط أساسيات رؤية 2040 وفقا للتوقعات المستقبلية.

"كُل عُمان" هي إحدى مبادرات "رؤية عمان 2040" التي تهدف لتعزيز النهج التشاركي الذي نصَّت عليه التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- في إشراك كافة شرائح المُجتمع في صياغة وإعداد الرؤية المُستقبلية؛ حيث اختتم مكتب الرؤية المُستقبلية عُمان 2040 أعمال مُبادرة "كُل عُمان"، والتي جابتْ كافة محافظات السلطنة منذ انطلاقها بتاريخ 25 مارس 2018 إلى اليوم 7 مايو 2018، مما كان له الأثر الطيب في تبادل الحوار والنقاش للخروج برؤى مُتعددة منبثقة من فكر أبناء الوطن ليكونوا شركاء في بلورة سياسات الخطة المستقبلية.

وقبل يومين، شاركنا في مبادرة "إعلام المُستقبل" التي ينفذها مكتب الرؤية المُستقبلية 2040؛ وذلك بجامعة السلطان قابوس؛ بهدف إشراك القطاع الإعلامي في صياغة وبلورة "رؤية عُمان 2040"، واستشراف المُستقبل بالنسبة لقطاع الإعلام؛ باعتباره أحد القطاعات الداعمة لتحقيق أهداف الرؤية، بأطروحات بين خطط مستقبلية وتحديات حالية يعيشها الإعلام والإعلاميون بكافة القطاعات، وأوراق عمل جاءت بالحلول بكل شفافية، ولكن نظل نترقب النتائج التي ستتلخَّص لها صياغة هذه السياسات والرؤى ومدى إمكانية الأخذ بما يُتداول في كل هذه الجلسات النقاشية، والجهود المبذولة لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس.

"كل عُمان".. اليوم يتابع التحديات، وقد يكون الجميع -إلى جانب صناع القرار- يدركون الحلول، ولكن ما زلنا بحاجة لمن يأخذ زمام القيادة لتفعيل هذه الحلول وتحويلها من حبر على ورق إلى واقع ملموس، في ظل المتغيرات الحالية، كما أننا بحاجة لتتحدَّد الجهات المعنية، وتتكاتف بشكل أكبر فيما بينها، للإسراع بعمليات التنفيذ، والحصول على نتائج الجهود المتحققة، وتسهيل المهام أمام القطاع الخاص ليقوم بأدواره المعول عليه إنجازها، والإسراع في التنفيذ؛ نظرا لما يتطلبه سوق العمل.
Faiza@alroya.info