مواقع تنصيب خيام المناسبات غير آمنة..!

سيف المعمري

من المفترض أن تلبي المخططات السكنية الحديثة كافة الاحتياجات الاجتماعية من بُنى أساسية في التعليم، والصحة، والكهرباء، والمياه، والشوارع الداخلية والإنارة، وشبكات الاتصالات والصرف الصحي، وكذلك بناء المؤسسات المجتمعية الآخرى كالمساجد، والحدائق والمتنزهات، وقاعات الأفراح والمناسبات، والمراكز التجارية...وغيرها.

وممَّا يُؤسف له حقًا أن تلاحظ في المخططات السكنية الحديثة مشاهدة خيام الأعراس والعزاء تُنصب في مواقع غير آمنة وسط الشوارع الداخلية، والتي يتم معها غلق ذلك المسار أمام الحركة المرورية داخل المخطط السكني حتى الانتهاء من السبب الذي على أثره تم تنصيب الخيمة؛ سواء أكان عرسًا أم عزاء، وأحيانًا يتم تنصيب خيمتين؛ إحداهما للرجال وأخرى للنساء، خاصة في ولاية البريمي، التي لا تزال المجالس العامة فيها محدودة جدًّا، قياسًا بالكثافة السكانية بالولاية، ومقارنة بمثيلاتها من ولايات السلطنة الأخرى، والتي تنتشر فيها المجالس العامة بشكل ملحوظ.

ما من شك أنَّ المجالس العامة تمثل أهمية بالغة للمجتمع في مختلف المناسبات، فبالإضافة إلى أنها تقام فيها الأعراس ومجالس العزاء، فقد يستفاد منها في احتضان الفعاليات الثقافية والاجتماعية المختلفة، وإن كانت المجالس العامة أوجدت حلا حيثما وجدت -والتي في أغلب الأحيان أصبحت ملحقة بالجوامع والمساجد داخل الأحياء السكنية- لإقامة مناسبات الأعراس والعزاء بالنسبة للرجال، لكن لا تزال الخيام هي الأوسع انتشارا في عموم السلطنة في كل المناسبات المتعلقة بالنساء، خاصة الأعراس ومجالس العزاء، والتى تتطلب أن تقوم كل من وزارة الإسكان والمجلس الأعلى للتخطيط بوضع مساحات فضاء تلبي متطلبات كل مخطط سكني، وليتم معالجة الوضع الحالي لتنصيب خيام النساء بحسب ما ورد في صدر المقال.

وكما هو معلوم، فإن تنصيب الخيام وسط الشوارع الداخلية، وإغلاق مسارات الحركة المرورية، يمثل خطرًا جسيما على أصحاب المناسبة والحضور على حد سواء، فلو حدث أي طارئ قد يصعب وصول سيارات الدفاع المدني والإسعاف؛ وبالتالي قد يكلف المجتمع خسائر مادية وأحيانا بشرية، وعليه فإن إعادة النظر في تخطيط المناطق السكنية يمثل أهمية بالغة مع التوسع العمراني المطرد في سائر محافظات السلطنة.

ومن بين الأفكار التي رُبما تكون حلًّا لتجنب تنصيب الخيام في المواقع غير الآمنة، فيمكن مستقبلا إلحاق مجالس الرجال العامة بأخرى خاصة بالنساء، كما يمكن الاستفادة من جمعيات المرأة العُمانية بتأجير قاعات المناسبات فيها، خاصة مباني الجمعيات الحديثة، والتي تم تهيئتها بقاعات المناسبات، وتعدُّ تجربة ناجحة وعملية، وقد لمست ذلك في زيارتي لجمعية المرأة العمانية بولاية خصب بمحافظة مسندم، كما يمكن الاستفادة من المدارس القريبة، خاصة في المخططات السكنية القديمة، والتي تكدست فيها المنازل ولم يعد هناك مجال لتنصيب حتى خيمة واحدة إلا في الشوارع الداخلية.

ونما إلى علمي أن هناك الكثير من المواطنين يتوافدون على وزارة الإسكان ومديرياتها في المحافظات للمطالبات المتكررة بالتمديد في الأراضي السكنية القائمة، متعللين بحاجتهم الملحة للتوسعة، وإن كنت أرى أن من الأهمية أن لا تغفل الوزارة والمجلس الأعلى للتخطيط عند توزيع الأراضي السكنية خاصة، التركيز على ملائمة المساحات الممنوحة لإقامة مسكن تتوافر فيها جميع المرافق الضرورية والترفيهية كالحديقة المنزلية مثلا، فإنني لا أرى أي مبرر للوزارة وللمواطنين في التوسع والتمدد في أراضي الفضاء التي وضعت لمصلحة عامة أيا كانت طبيعتها، فراحة وطمأنينة المواطنين هي أولوية ينشدها الجميع.

وبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت...،

Saif5900@gmail.com