الطراز المعماري العماني في غرفة التقديس

 

د. محمد حمد القطيطي

عندما كنَّا صغاراً أكثر ما يلفت انتباهنا ونحن نتجه إلى صحار هو المرور على بوابة صحار الجميلة التي كانت في قمة الأناقة وعلى شكل سفينة.

تم تغيير الشكل واستبدل بشكل قلعة لا تحمل أي نوع من لفت الانتباه.. ما الذي كان يلفت النظر في الأولى ولا يكون كذلك في البوابة الحديثة؟!!

بالمختصر إنه الإبداع في الأولى رغم بساطتها والتقليد المكرر في الثانية رغم الملايين التي صرفت من أجلها.

بوابات الطرق التي شيدت أو يتم تشييدها في السلطنة جميعها بدون أي إبداع مجرد طابوق وأسمنت وعلى شكل قلعة.. وقس على ذلك جميع المباني والمؤسسات الحكومية وقبلها المنازل التي أصبحنا لا نفرق بينها لتشابهها في كل شيء..

أيُّ منطق عند هذا المهندس المعماري الذي يريدنا أن نعيش في جلباب أجدادنا وعلى تذكر الماضي فقط؟! (في أي زاوية من هذا الوطن تولّون تجدونهم يبنون كل شيء بصورة من القرن الماضي)..

أجدادنا عندما صمموا تلك الطرازات كانت نتيجة ظروف عاشوها وبيئة أجبرتهم على ابتكار هندسة تناسب ماهم فيه من ظروف وهذا هو الإبداع في ذلك الوقت..

أما أن يفكر المسؤول عن الطراز المعماري وفق عقلية القرن الماضي وبدون أي نوع من التحديث عدا قليل من الأسلاك والجبس الذي يخرج من هذا المبنى أو ذاك.. ويريدنا أن نصفق له، وهو في الحقيقة ما قام  به من عمل لا يتجاوز عقلية شخص عاش في القرن المنصرم.. فهذا لن يكون، خاصة وأنَّ العالم أصبح في مرأى الجميع وما يظهر من تنوع معماري وتحديث في البناء والتشييد.

لا يكاد يمر عام إلا ويتم عقد الندوات التي تسبقها ندوات وتليها ندوات والعنوان هو في كل مرة "الحفاظ على الطابع العمراني العماني التقليدي"

ملايين تصرف والهدف هو أن نجمد أنفسنا على طراز من القرن الماضي!!

أخي المسؤول سيدي المختص الحفاظ على الشخصية المعمارية والهوية بعناصرها المختلفة لا يتم بتجميد الفكر والاكتفاء بقاعدة ما رأته عيني لا ما تخيله عقلي.

أين مصدر الإلهام والفكر الهندسي والجمالي للمهندس العماني الحديث؟

لنطلق الفكر الإبداعي المعماري ونعطيه الحرية ليكون هناك شيء جديد ومميز وليس فقط التقليد الذي يقتل الإبداع..

رسالة إلى وزارة الإسكان وشقيقتها وزارة التراث والثقافة الحفاظ على الطراز المعماري العماني لا يعني أن نوقف عجلة الإبداع والاكتفاء بما أنتجه الأجداد.

تعليق عبر الفيس بوك