توفير الإفطار لطلاب التعليم العالي!

 

سيف بن سالم المعمري

يعدُ الناس في مجتمعنا العُماني كغيرهم من المجتمعات في مختلف الدول الإسلامية موائد الإفطار الجماعية على الطرقات وفي الأحياء السكنية والتجارية والتجمعات العمالية وهي بلاشك عادات حميدة يتسابق إليها المسلمون في شهر رمضان المبارك والذي تتضاعف فيه الأعمال الخيرة.

وفي مجتمعنا العُماني نماذج مشرفة للمساهمات الفردية والمؤسسية في إقامة خيم الإفطار الجماعية، وتنظيم حلقات الإفطار في المؤسسات الحكومية والخاصة، وتتسابق الفرق التطوعية على تنظيم وإدارة المساهمات المجتمعية في موائد الإفطار الجماعية، والتي تتدفق إليها أصناف متعددة من المأكولات والمشروبات، ويتهافت الناس على تقديم المزيد منها طوال أيام الشهر الفضيل.

وهناك فئة في المجتمع يُستحق أن يُلتفت إليها ويكون لها نصيب من موائد الإفطار الجماعية، بل وحتى مآدب السحور، وهم طلاب وطالبات مؤسسات التعليم العالي في معظم محافظات السلطنة، وكما هو معلوم بأن شهر رمضان المبارك سيتزامن هذا العام وخلال الأعوام المقبلة مع انتظام طلاب وطالبات التعليم العالي في مؤسساتهم للدراسة خلال الشهر الفضيل، وهم بعيدون عن ولاياتهم، وهم في أمس الحاجة لمشاركة أبناء المجتمع لهم في أجوائهم الرمضانية، وتعد موائد الإفطار والسحور من أهم التجمعات الجميلة التي يتحلق عليها الصائمون وخصوصيتها بالأطباق العُمانية.

ولعل من بين الأفكار -التي طبقت في بعض المحافظات خلال الأعوام الماضية - قيام الفرق التطوعية والأندية الرياضية بتنظيم موائد الإفطار الجماعية على مستوى كل ولاية، بل وكل قرية، ويتحتم على تلك الفرق - وتتويجا لأعمالهم النبيلة- ألا يغفلون في توزيع موائد الإفطار على السكنات الطلابية داخل المؤسسات الجامعية وخارجها، ولتنظم ذلك فيمكن وخلال الأيام الحالية التي تسبق دخول الشهر الكريم التواصل مع دوائر شؤون الطلاب بالمؤسسات الجامعية كل في ولايته، وخاصة سكنات الطالبات، حيث إنه وكما هو معلوم فإن أيام الدراسة الجامعية التي تتزامن مع الشهر الفضيل تتضمنها الاختبارات الفصلية، فضلاً عن أن الطلبة يقضون معظم أوقاتهم منذ الصباح وحتى ما بعد الظهيرة وهم صائمون وعلى مقاعد الدراسة.

وليس ببعيد عن الموضوع، فهناك عمل دؤوب وجهد مقدر يبذله شباب فريق البريمي التطوعي، وفريق حفظ النعمة التطوعي بالبريمي، حيث يقومون بجهود تنظيم موائد الإفطار الرمضانية في مختلف التجمعات السكانية والتجارية بالولاية، بل يواصل شباب فريق حفظ النعمة عملهم حتى ساعات متأخرة من الليل خلال الشهر الفضيل؛ لتوزيع الأطعمة الزائدة التي تتدفق على مقر الفريق، والتي يتم طهيها زيادة عن حاجة الأسر، ليقوم بتوزيعها الفريق على مستحقيها. 

أما عن ما تحتويه الأطباق الرمضانية في تلك الموائد فهي أيضًا محل اعتبار، حيث إن من الأهمية أن تمنح الأسر المنتجة فرصة؛ لإعداد تلك الأطعمة الرمضانية بمختلف أصنافها، وأن يتم التقليل بأقصى حد ممكن من المأكولات التي يتم إعدادها في المطابخ والمطاعم التجارية، حتى وإن بدت في ظاهرها على أنها مأكولات عُمانية، ليتاح مجال أكبر للأسر المنتجة لزيادة دخلها.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،،

Saif5900@gmail.com