يتراشقون القُبلات بالمراسلة

فاتن باكير – سوريا


يخطر لي أنَّ هذا العالم سيء جدًا وعليل
 مثل مريض بالسرطان
لا تنفع الأدوية في شفائه ولا الأدعية!!
هذا العالم هشٌّ لدرجة أني أخطيء أحيانا في تفسير التناقضات التي تحصل لي وهل هي جيدة أم سيئة!!
كأن أستيقظ في الصباح وأفكّر بأي يوم نحن!
ولماذا في كل مرة أسمع صوتًا يناديني دون أن أتبينَ من يكون!
ثم في الليل أرى أحلامًا تنضح بالتشويق كأن أسقط من مرتفع دون أن أموت
ثم فيما بعد – ويا للغرابة - يتضح أن كل الذي حدث هو لامرأة أخرى اسمها مثل اسمي وبشرتها بيضاء كبشرتي!!
وتتكلم بلكنة هجينة مثلي كي تعرفها أمها حين تلتقيان

في كل مرة أودُّ أن أقول لك كل الذي يحصل لي.
دون أن تفتر عزيمتي
ثم أتقوقع في شرنقتي مثل فراشة تخاف الضوء
لأنك تحدثني عن الحزن وأنت تبتسم
وأعجز عن كبت نفسي في معانقتك وأنت تتصور أن حزنك فقط هو الأبدي.. فيما أحزان الآخرين هباء

كل الناس - هنا - اعتادوا الوداعات
صاروا يقولون - وداعًا - كثيرًا بدلا من - إلى اللقاء -
وأصبحت الأعراس مقطٌعة فبدل أن يكون العروسان معاً.. أصبح كل واحد فيهم في بقعة
يتراشقون القبلات بالمراسلة
ويحلمون ببعضهم
وينجبون الكثير من الأولاد على الواتس آب

في حالتنا أنا وأنت هل يجوز أن نسميها - حالة - ؟
فنحن لا نتحاور .. ولا نتجادل .. ولا نتبادل القبلات ...ولا نرى بعضنا .. وأكاد أضحك من - حالتنا -
كيف لنا أن نبقى صاحيين فيما شيطاننا ينام مطمئناً ...!!

رأسي يؤلمني وكذلك أصابعي ...
الروماتيزم قاتل محترف يعرف كيف ينقضّ عليّ ....
ومع ذلك نحن أصدقاء - هل تصدق ذلك ؟
نعرف ماذا نريد من بعضنا ....
أنا أفتقده أحياناً حين يغيب ...
إنه أفضل منك ..
أعده ألا أتناول أدويتي - وأنا أنفذ وعدي تماماً - ويعدني ألا يؤلمني حين ينخر في عظامي ..
ليتك تتعلم منه ألا تهجر ...

تعليق عبر الفيس بوك