مترادفات رياضتنا!!

 

المعتصم البوسعيدي

الأصحاء:

التعريف الجديد للأصحاءِ يجب ألا يرتبط بالإعاقةِ الذهنيةِ أو الجسدية، بل بمقدار ما يعمله الإنسانُ وما يقوم به من منجزات، وعلى هذا نجد الأولمبياد الخاص العُماني هو الصحيح لا المعاق ـ إن صح التعبير ـ والأولمبياد هو العام لا الخاص، ولاعبوه يستحقون مُرادفة الأصحاء لا عكسها فيما هو متعارف عليه، فهم ـ في حقيقة الأفعال ـ أصحاء استطاعوا تحقيق ما عجز عنه الآخرون؛ إنجازات مشهودة وعمل حقيقي يقوده صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس جمعية الأولمبياد الخاص العُماني، مع اهتمام رفيع المستوى، نتج عنه توسع رقعة المشاركة على مستوى الألعاب، وصعود لمنصات التتويج، وجميعنا شاهد على نتائجِ أبطال السلطنة في فعاليات دورة الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص التي أقيمت بأبوظبي خلال الفترة من 14 إلى 24 مارس الماضي.

 

العزيمة والإصرار:

لقد أثبت أنَّ اللاعب العُماني قادر على صناعة الحدث أنى كان ومتى أراد وأصر على تحقيق ذاته، لم يذهب إلى أسود "البريميرليج"، ولا "ليجا" إسبانيا وفرنسا، أو حتى "كالشيو" الطليان، إنما أختار أحد أصغر دول العالم وأوروبا "مالطا" ونادي عاصمتها "فاليتا"، تجربة مثيرة هي بالتأكيد خطوة أفضل من دورينا مهما كانت قيمة الدوري المالطي على المستوى الأوروبي؛ فالعقلية المختلفة ذات مفعول إيجابي يبني شخصية لاعب محترف، وهذا ما أكده رائد بنفسه في حديث سابق لإحدى الصحف المحلية، وها هو لاعب منتخبنا الوطني وابن صور العفية يصل لمرسى الدوري ويناله بتأثيره المباشر فيه، كما أنه يبلغ نهائي الكأس في انتظار ثنائية الموسم بعزيمةً وإصراراً مُتقد، وعسى أن يكون رائد "كلاكيت" من مسيرة علي الحبسي الذي بدأ من النرويج قبل أن ينطلق إلى أفضل دوريات العالم.

 الهبوط:

الحديث عن دورينا هذا الموسم حديث ذو شجون، فما حدث ـ ويحدث ـ في روزنامة الدوري لا يقبله منطق مهما كانت المبررات، حتى مع فوز منتخبنا بكأس الخليج الذي يجب أن يكون من الماضي، ويكفيه ما أخذه من احتفاءٍ واحتفال، أما دورينا فنرى أنه دوري يتنافس عليه ناديان على اللقب مع صراع البقية على تلافي الهبوط في مرحلة حرجة وأخيرة لم تستثني حتى الصف الأول في الكرةِ العُمانية، إذًا فهو دوري مُترادف مع كلمة الهبوط، وما يزيد ترادفه صعوبةً نظام هبوطه الذي أقر هبوط ثلاثة أندية بشكل مُباشر، ويتناول الكثيرون إرهاصات الموسم الكروي بالتساؤل حول من يتحمل كل هذا التنظيم؛ بالبحث ـ كالعادة ـ عن المسبب لا السبب، وشخصنة الموضوع ما بين مع وضد، وفقدان واضح للمهنية، وكرتنا تعيش وضعا يتدحرج من صعب إلى أصعب، فمتى الخلاص وكيف؟! هذان سؤالان يحتاجان لتنفيذٍ لا لإجابةٍ على سطورٍ لا تُغادر حِبرها.

 الملك:

منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع عن كلمة "كش ملك"، هذا الملك ـ على ما يبدو ـ لا "يموت" في الشطرنج العُمانية، بل "واثق الخطوة يمشي ملكاً"؛ نظير العمل الرائع التي تقوم به اللجنة العُمانية للشطرنج، التي منذ فترة وأنا أتابع نشاطها وأخبارها، وبإذن الله سيكون لي وقفة مطولة معها عبر مقال يستحقونه، لجنة تستحق مُرادفة بهذا الحجم، عمل منظم مُمنهج لم يتأثر بابتعاد رئيسة اللجنة، الأمر الذي يعني بُعدًا إدارياً ـ في وجهة نظري ـ قائم على أساس صلب، وبالتالي الذهاب إلى تطور مُطرد ـ لو استمر ـ سيجعل هذه اللعبة التي تُعد أكثر من مجرد لعبة؛ لفائدتها على المستوى الذهني والفكري أيضًا، أقول سيجعلها في الاتجاه الصحيح نحو الذهب الخالص.