"ديلي تليجراف": السلطنة "المنارة الأكثر لمعانا" في الشرق الأوسط بفضل الحكم الرشيد والازدهار الاقتصادي

 

لندن - العمانية

وصفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية السلطنة بأنها "المنارة الأكثر لمعانًا في الشرق الأوسط" من حيث إنها تجمع بنجاح بين "الحكم التقدمي الرشيد والازدهار الاجتماعي والاقتصادي المتزايد".

وأثنت الصحيفة- في مقال كتبه البروفيسور تيم إيفانز أستاذ إدارة الأعمال والاقتصاد السياسي بجامعة "ميدلسكس" البريطانية- على عمق ومتانة العلاقات التي تربط بين السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- أعزه الله- والمملكة المتحدة. واعتبرت الصحيفة أن السلطنة هي الأكثر تنوعًا عرقيًا من بين جميع دول الخليج العربية، فهي "تدمج عناصر من المذاهب المختلفة على حد سواء وتعزز ثقافة الدبلوماسية والوساطة والتشاور العام وتحترم معتقدات الآخرين مما يعزز الشعور القوي بالتماسك الاجتماعي". ورأى الكاتب أن هذا الجانب ساعد على تفسير الهدوء في تسهيل العلاقات المحلية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن السلطنة- وهي عضو بمجلس التعاون لدول الخليج العربية- لم تنحز إلى أي من طرفي الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات وأنها وحتى اليوم تحتفظ بقنوات دبلوماسية ودية طيبة مع إيران وظلت في العامين الماضيين اللاعب المحايد الوحيد في المنطقة. وفيما يتصل بمجال التجارة والأعمال بينت مقالة "ديلي تليجراف" أن السلطنة اتخذت خطوات بالغة الأهمية من أجل تنويع أنشطتها الاقتصادية التي تركزت سابقًا حول النفط وقد أثبتت نجاحًا باهرًا عبر مجموعة واسعة من مشاريع البناء أبرزها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. وأضافت أنه تم التخطيط لاستضافة مناطق سياحية جديدة ومصنع للسيارات ومصفاة جديدة للنفط والغاز واجتذبت كمًا هائلًا من الاستثمارات من شركات أوروبية وأمريكية وصينية مشيرة الى أن تقديرات الاستثمارات الصينية الأخيرة وحدها تتجاوز العشرة مليارات دولار أمريكي. ومضى الكاتب يقول " في حين صممت الدقم لتكون واحدة من أكبر الأحواض الجافة في الشرق الأوسط بأرصفة تمتد لأكثر من 4 كيلومترات توظف أكثر من 10 آلاف من السكان المحليين"، موضحًا أن لدى السلطنة مشاريع عملاقة أكبر في طريقها للتنفيذ وأن مدينة العرفان بمسقط تتميز بأنها "جديدة ومستدامة ومخطط لها" ولديها القدرة على استيعاب 275 ألف شخص من العاملين والزوار مضيفا بأنها "تتميز بوجود وادٍ اصطناعي خاص بها".

وأشارت الصحيفة في مقالها إلى أن شركة "بي بي" استكملت قبل بضعة أشهر المرحلة الأولى من حقل "خزان" الذي تستخدم فيه الوسائل غير التقليدية للوصول إلى الغاز الصخري مبينة أن المرحلة الأولى لحقل خزان تضمنت أكثر من 200 بئر وإنتاج ثابت بلغ أكثر من مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا وأنه مقارنة بعام 2016 زاد إجمالي إنتاج السلطنة من هذا المورد بأكثر من 30 في المئة. وتطرقت الصحيفة الى الموقع الجغرافي المميز للسلطنة وأكدت على تواصل خطة تطوير موانئ السلطنة ومنها موانىء خصب وصحار وصلالة وإقامة شبكة طرق برية جديدة تربط السلطنة بالدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيسهم في تنشيط التجارة البينية ووضع السلطنة على طريق أن تصبح واحدة من أكبر عشر مراكز لوجستية في العالم بحلول عام 2040 في عصر يرتكز على التجارة العالمية.

وفيما يتصل بقطاع السياحة رأت الصحيفة أن السلطنة تمثل وجهة "فاخرة وآمنة" للسائح وقد استفادت من تاريخها الثري وفنونها المزدهرة وكونها مسرحًا لرياضة المغامرات وامتلاكها لكافة المقومات ابتداء من الفنادق الفاخرة ذات ال 5 نجوم وصولًا إلى المنتجعات الجبلية الاستثنائية والصحاري الفريدة متوقعة أن تساعد السياحة على نمو اقتصاد البلاد مع انطلاق خطة استثمار بقيمة 35 مليار دولار ستسفر عن ايجاد أكثر من 500 ألف وظيفة جديدة للعُمانيين. وأردفت الصحيفة تقول "بينما قامت عُمان مؤخرًا بتسهيل تأشيرات السياحة للأفراد القادمين من روسيا والصين والهند صُمم مطار مسقط الدولي الجديد لاستضافة أكثر من 12 مليون زائر سنويًا"، متوقعة أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 10% من انتاج الكهرباء في السلطنة بحلول عام 2020. وتطرقت الصحيفة الى قطاع آخر جارٍ الإفادة منه بخطوات متسارعة وهو قطاع التعدين، مبينة أنه وعلى الرغم من أن خريطة الثروة المعدنية للسلطنة لا تزال غير مكتملة، غير أن اكتشافات واستطلاعات حديثة أثبتت أن لدى السلطنة إمكانات هائلة من الثروات الطبيعية ابتداءً من الدولوميت والزنك إلى الحجر الجيري والجبس والسليكا والذهب والكوبالت والحديد والنحاس والكروميت، مشيدة بما توفره حكومة السلطنة من رعاية صحية عامة ممتازة وتعليم راقٍ ورعاية متنامية للشركات الصغيرة والمتوسطة.

تعليق عبر الفيس بوك