هناك، في أعلى جبل الثلج، بأسبانيا، خيم فريق من الباحثين، جهزوا دلائهم لجمع سيل من الفيروسات المتساقطة من السماء.

وجد العلماء سحابة من الفيروسات تطوق كوكب الأرض، توجد أعلى الغلاف الجوي، وأسفل مستوى تحليق الطائرات الجوية، ونشر د.ساتل، ومجموعة من الباحثين ورقة علمية، بمجلة الجمعية الدولية للبيئة، لتكون الأولى من نوعها التي تحصى عدد هذه الفيروسات.

عد العلماء الفيروسات الهابطة إلى الأرض، فوجدوا 800 مليون فيروس، يغطى كل شبر من الكوكب، وينتقل العدد الأكبر من هذه الكائنات عبر رزاز البحار، والأقل عبر العواصف الترابية، "فلن يكون عجيبا أن تتزحزح الفيروسات الموجودة في أفريقا إلى شمال أمريكا".

بشكل عام، يرى العلماء أن هذه الفيروسات تتكون على الأرض ثم تنتقل إلى أعلى، فيما رجح عدد قليل من الباحثين أنها قد تنشأ بالفعل في الغلاف الجوي.

أيا كانت النظرية الصحيحة، فهذه الكائنات تعد الأكثر وفرة على كوكبنا، فإلى جانب اكتشاف د.ساتل لملايين من الفيروسات، وجدت عشرات الملايين من البكتيريا.

تساهم الفيروسات بمقدار هائل في إرباك حياتنا، بدء من الجهاز المناعي، والنظم البيئية في البر والبحر، وتنظيم المناخ، وتطور جميع الأنواع، فهي تحتوى على أنواع واسعة من الجينات غير المكتشفة.