أترقّبُ حديثك بكثيرٍ من الكسل


محمد حـمودة - فلسطين


ولا أُنشّطُ غدّتي الدّرقيّة بإسمك كيلا يرتوي جسمي بماء كيانكِ
وأقولُ نيابة عن جثّتي المتحجّرة الّتي ألقيتها في جسدي
(أنّي فقدتُ الإتّصال بجلدك ، أنّي فقدتُ الحسّ بكِ)
وكنتُ شرّ شابٍ لنفسِه بعدما قتلته جرائمك
ولقد سقيتِ الكأس بالعطش وسكبتِ العطش على الظّماً وفرزتِ الظّمأ
واسع الحضن وقلتِ أغبط هذا المحمّد
فكيف للوجع أن يضحك ؟ وللملح ان يكون حلو المذاق ؟
وكيف لك أن تكوني عهديّة البقاء من بعد ما خلعتِ طاحونة الصّبر من روحي
وأقولُ
هيّا عُدّيني خمسة ، غمسة ، خسفة ، عّدّيني عمرًا خاليا من كلسترول هجرك
فترسبين وتترسّبين في إحصاء خيباتي منك !!
(كأنّني صرتُ شقيّا على أمري بسبب نزعك منّي)

هــــــــــــاه !!!
فكيف تتوقّعين من رجلٍ مهزومٍ لم يتجاوز سنّ شبابه بعد
أن يُقلّكِ في شيبته
وأن يؤرجح خصلاتك بشاربٍ مهزومٍ من بهت التّهميش

هـــــــــــاه !!!
أنا ما دفعتك للتّمرّد عليّ
لكنّني شجّعتك لتُناضلي وحدتي - صرختي - أبوابي المتآكلة من شدّة الإغلاق
فاخترت أن أكون المحتلّ كفلسطين
فكيفَ
لشابٍ فلسطينيٍ مثلي
أن يُلملم حسرة نفسه ، شعبه ، حسرة عُشب عمره النّاشف في بساتينك المُرّة ،
في سطرٍ واحدٍ من اللوم ؟
وكيف رشّحت نفسك لأن تكون قائدة عيناي البُنّيّة ؟
(عِلمًا أنّي اقتلعتهما لأنّك سكنتِ غمقتهما)
هـــــــــــاه !!!

قولي لي
من منّا الجارح والجرّاح والمجروح ؟!
أأنا عندما حضنتكِ بثوبٍ واسع الفرح ؟
ام انتِ حين نقرتِ قماش قلبي بإبرةٍ واعية النّخز !
أأنا الذي سمّيتُك تاجي ؟
ام أنتِ الّتي أسميتني التّعب !
أأنا الّذي حوّطتُك بقوّارة قلبي ، و تركتُ لأجلك النّساء وعدوّهنّ النّساء لأبقيكِ نسائي ؟
ام أنتِ الّتي رحلتِ بدافعِ الإستشراق لترضين فمك بلقمة الفراق !
أنا ما حجبتُكِ عنّي ولا قَلبتُ قلبي على ظهره
لأنساك
أنا فقط تعبتُ منك يا يابسة القلب
أنا أبكي من قلبي ،
لهذا
عيني بنتُ وجهي لا تَغمزكِ بهيّا (تعالي - أنا أُحبّك)
و ال (هيّا) هي أصلًا تكويني لأنّك فيها .

 

تعليق عبر الفيس بوك