أي كلام!

 

عائض الأحمد

كثر الحديث عن السياسة وكثر المحللون السياسيون أو من يطلق عليهم ذلك وهم أصحاب ظهور دائم حتى في المجالس الخاصة وكلٌ يدلي بما لديه ولا يكاد يخلو لقاء حتى لو كان عابرًا من هكذا حديث.

هناك من يشغل نفسه ويقحم غيره فيما لا نفع فيه ولا فائدة فهل يعقل أن تحفظ أسماء رؤساء جميع دول العالم الأول والثاني والثالث وتأتي لنا لتعرضها بل ويستعرض قدرته الخارقة في استخدام كلما تجاوزته العربية وينعتك (بالراديكالية) والتخلف لعدم تمكنك من مسايره العلم والتكنولوجيا الحديثة (التكنوقراطية) وكأن ذلك من أولويات المتحدث أو المثقف ويشعرك بالنشوة وهو يقحم هذه المصطلحات بين فينة وأخرى في حديثه وينظر إلى أقصى يمينه وشماله لعل أحدهم يسأله وهل تعتقد بأنّ هناك فائضا يسد العجز الحالي والنقص المستمر في بعض العقول العربية؟

 وبعد كل هذا يأخذنا إلى تحليل أسعار البترول المتردية في نيجيريا ثم يعرج على أسعار الطماطم في أسواق الخضار في مدينته، ويظهر لنا الرسم البياني لها وكيف تم حرمانه من وجبته الرئيسية بسبب ذلك.

حياتنا أصبحت مملة ويكسوها طابع الإعادة والتكرار.

مجالسة أمثال هؤلاء تضيف لك أعباء داخلية ونفسية وتعيدك إلى الحديث الذي لا نهاية له علما بأنّ البداية أيضا قدر لا مفر منه فنحن تكرار ونسخ طبق الأصل في هذا الشأن.

ليس من المنطق أيها المتحدث الكريم أن أكون مهتما بما يشغلك ويبرز قدراتك الفكرية وعصفك الذهني المشهود له بالتميز. أنا إنسان بسيط جدا أرغب في العيش بسلام متصالحا مع ذاتي ومع كل من حولي فلماذا تحاول أن تجرني إلى ملعبك. أنا لا أجيد اللعب!!!! حياتي مختلفة تماما عنك.

هل تعي بأنك لو كنت خياري ككتاب لما تقبلتك مكتبتي، ولكن أنت قدري أتيت وأنت هنا، ولو علمت لما أتيتك أبدا.

لو عدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا مجالسنا عامرة بأطيب الحديث، الجميع ينصت والمتحدث واحد لم يكن فيها كل هذا الجدل بل كانت الطرفة والقصة وحديث الماضي وحكمة الجيل السابق عنوانا يثير الحاضرين ويزيد الحضور جمالا وتفاؤلا فيبعث في نفسك الراحة والطمأنينة بعكس حديث المحلل الهمام والمتحدث الرسمي باسم الاقتصاد العالمي العالم ببواطن الأمور من خلال خبرته الطويلة في ترديد كلمات هو أول من يجهل معناها.

أسألك بالله ماذا ستضيف لي متابعة انتخابات غواتيمالا وأسعار العنب في تشيلي.

 هل لي بشيء آخر؟ أرجو ألا أسمع إجابتك.

 

ومضة:

تقول العرب: "يهرف بما لا يعرف".

 

alahmed12345as@gmail.com

تويتر

@alahmed12345as

تعليق عبر الفيس بوك