لقاءات في الفكر والدعوة

قبسات من فكر سماحة الشيخ الخليلي (8)


 

(1)    الإسلام دين الاعتدال
"إنَّ الإسلام دين الاعتدال، ودين الوسطية، لا إفراط فيه ولا تفريط، دين لا يرضى بالذل والهوان والاستجداء والركوع أمام الآخرين، ولا يغمط الآخرين حقوقهم، وحسبنا أن نرى أنَّ القرآن الكريم يدعو إلى العدل حتى مع أعدى الأعداء".
 (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 342)

(2)    تعظيم الله عز وجل في القول
"على الناس أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في عباراتهم، فلا يتحدثوا عن الله إلا بما فيه تعظيم لله وتقديس وتنزيه له بحسب ما أذن به الله سبحانه وتعالى من غير أن ينحرفوا عن ذلك، وليلزموا ما أمروا أن يقولوه، فهم عليهم أن يقولوا: لا إلٰه إلا الله، لا أن يقولوا: لا إلٰه".
(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 49).

(3)     خطورة الإفتاء
"صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم مع علو أقدارهم، وعظم شأنهم، واشتراكهم جميعًا في الفقه كانوا يتدافعون الفتيا؛ خوفًا وإشفاقًا على أنفسهم، فكيف بأمثالنا ؟! ولكننا لم نجد بدًّا من أن نجلس في هذا المجلس، ونجيب على الأسئلة، وإلا فكم نتمنى أن يكفينا هذا الأمر العلماء الربانيون، الراسخون في العلم، الذين هم أولى به منا".
 (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 35).

(4)    لا بدَّ أن يكون عرضُ المسلمين للإسلام حسنًا
"نحن نرجو أن يكون هناك عرضًا حسنًا للإسلام من قبلِ المسلمين، وهذا يتوقف على أن تصوغ الأمة نفسها أولًا صياغة جديدة، صياغة تكون مستمدة من القرآن ومن السُّنَّة الثابتة على صاحبها ـ أفضل الصلاة والسلام ـ؛ عندئذٍ تكون هذه الأمة حقيقة بأن تعرض الإسلام الحق".
(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 49)

(5)     الإسلام لا يقر العنصرية
"الإسلام ليس دينًا عنصريًّا، ولا يقر تفرقة الأمة إلى أحزاب متعارضة منشؤها القوميات الضيقة، والقومية العربية وغيرها، إنما هي دعوات جاءت ردة فعل، وقد وُلدت في محاضن غير إسلامية، والإسلام جاء بدعوة إسلامية عالمية شاملة من غير تفرقة بين عربي وأعجمي، ونحن لا ننكر أن الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل اللسان العربي وعاءً للإسلام، وسمعتُ أحد العلماء المفكرين ـ وقد أجاد في هذا ـ يقول: «إن كلمة عروبة وهي مفرغة من الإسلام تساوي صفرًا».
(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 352)

(6)    الكوارث من دلالات القيامة
"الكوارث والبراكين آية تصور للناس مشاهد القيامة، وتصور لهم ما أخبر الله سبحانه وتعالى به عند قيام الساعة من اختلال نظام هذا الكون، وتهاوي الأجرام، ووقوع بعضها على بعض؛ حتى تدك هذه الأرض دكًّا دكًّا، وتسير جبالها سيرًا بسبب هذا الاندكاك الذي يقع فيها، فنحن ندعو غير المؤمنين إلى أن يستبصروا، وأن يراجعوا وأن ينظروا في ما وصلوا إليه من الحقائق العلمية مع ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى المعجز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مما يدل دلالة قاطعة على أنه حق من عند الله سبحانه وتعالى ، فعليهم أن لا يفوتوا هذه الفرصة، وأن يلبوا داعي الله ويدخلوا في دينه وينقادوا لأمره، والله سبحانه وتعالى المستعان".
(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 418).

(7)     مقومات الوحدة الإسلامية
" يؤسفنا كثيرًا أن نجد في أوساط هذه الأمة الواحدة، الأمة المؤمنة التي جعلها الله ـ تبارك وتعالى ـ ذات كتاب واحد، ورسالة واحدة، ومعتقد واحد، وتؤم جميعًا قبلة واحدة، مَن يحاول تشتيت الشمل، وتمزيق الجمع، وإيجاد أسباب العداوات فيما بينها" (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 12).

(8)    دعوة الله عز وجل قائمة على الأخلاق
"الداعية يجب أن يكون أدمث الناس خلقًا، وأحسنهم معاشرة، وألطفهم قولًا، وأصدقهم حديثًا، فالداعية إلى الله تعالى إنما يمثل الدعوة بمعاملته وبخلقه، فلذلك كان جديرًا بأن تتجسد الدعوة من خلال أخلاقه، وأن تكون أخلاقه جذابة للذين يدعوهم إلى الخير، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، لا أن يكون قاسي المعاملة، مكفهر الوجه، عابس الجبين، لا يلقى الناس إلا بوجه منقبض، ولا ينظر إليهم إلا شزرًا، فهذا مما يتنافى مع الدعوة التي يدعو إليها المؤمن، فالله ـ تبارك وتعالى ـ قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: ١٢٥]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٦]، وقال أيضًا: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٣ ـ ٣5]، فالأخلاق مطلوبة من الداعية، فهو لا يمكن أن يؤثر على الناس من خلال دعوته إلا بحسن معاملته، وبطيب معشره، فلذلك نحن ننبه جميع إخواننا الدعاة بأن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يتقوا الله في دعوتهم، وأن يحرصوا على الملاطفة الحسنة والمعاشرة الطيبة".
(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 446 ـ 447).

 

تعليق عبر الفيس بوك