دوري الأبطال بين الحسم والترقّب

 حسين بن علي الغافري

جاءت نتائج لقاءات دوري أبطال أوروبا في ذهاب دور الثمانية مثيرة للغاية وتبدو بأنها أفشت كل أسرارها قبل قرعة نصف النهائي. فالملكي ريال مدريد الإسباني عاد بانتصار كبير جداً على يوفنتوس الإيطالي في تكرار نهائي كارديف العام الماضي ومهمة السيدة العجوز في العودة يبدو بأنها صعبة للغاية. في المقابل روما ومع أداءه الجيد على أرضية الكامب إلا أن التوفيق جانبه كثيراً من خلال تسجيل لاعبوه هدفين عكسيين. أضف إلى أن قلب نتيجة قوامها أربعة أهداف وأمام منافس من نوع برشلونة أمر معقد. هذا الأمر كذلك ينطبق على بايرن ميونخ الألماني وليفربول الإنكليزي.

عودة يوفنتوس أمام الريال صعب للغاية. أقول ذلك ليس تقليلاً في قدرات السيدة العجوز ولكن المباريات الأخيرة بينهما أثبتت عن فوارق فنية تُرجح كفة الملكي بصورة واضحة. الريال استحوذ على كل شبر في المباراة وعرف من أين تؤكل الكتف. ناهيك عن إدارة غير موفقة للإيطالي أليغري. ولكن محاولة اليوفي في تقديم شيئاً يحفظ ماء الوجه بعد الظهور المحبط لجماهيره أمر لابد منه. مع ذلك لازلت أقول بأن اليوفي حمل على عاتقه مزاحمة كبار القارة العجوز عن جدارة وحضر بقوة في البطولة الأوروبية التي تمنّعت عنه في مناسبتين للنهائي خلال الثلاثة مواسم سابقة. فلكم أن تتخيلوا كرة الطليان لو كان اليوفي يغرق ويترنح مثلما ما يحدث مع كبار البطولة الآن!. مباراة البرنابيو لن تكون من أجل تهنئة الملكي بتأهله لنصف النهائي فلازلت على ثقة بأنهم سيحاولون تقديم مباراة تنافسية لأبعد الحدود ولما لا العودة بانتصار.

أزمة الكرة الإيطالية ظهرت أيضاً أمام برشلونة عندما سقط حامل الراية الآخر في الكامب نو. ومع ذلك فقد قدم روما مباراة جميلة جانبه الحظ تارة والهدوء والتركيز تارة أخرى. ولولا هذه الظروف لربما خرج الطليان بنتيجة التعادل أو الخسارة بفارق هدف على الأقل. اعتدنا من ذئاب العاصمة عدم إكمال هذا الدور في العقدين الأخيرين. المشكلة ذاتها التي تعاني منها أندية الدوري الإيطالي. وهي الفوارق الفنية مع المنافسين. فلكم أن تتخيلوا حجم الأسماء التي يملكها برشلونة والتي يملكها روما على سبيل المثال.

في المباراة الأخيرة، ظهر ليفربول بصورة قوية للغاية وعرف كيف يخنق مانشستر سيتي ويتفوق عليه بثلاثية نظيفة. المباراة أجاد فيها الألماني كلوب وعرف مجدداً كيف ينتصر على جوارديولا في لعبة المدربين. ولقد ساعد كلوب وجود أسماء ممتازة في خط الهجوم وسرعة واضحة في عملية الارتداد بوجود الفرعون محمد صلاح والبرازيلي فيرمينو والغاني ماني. ولكن دعونا نقول بأن المباراة هذه احتمالية استمرار إثارتها يبدو أكبر عن باقي المباريات. ففريق جوارديولا يملك كتيبة قوية وأسماء بإمكانها أن تعيد المباراة إلى نقطة الصفر ولما لا مشاهدة "ريمونتادا تاريخية". دعونا ننتظر فالمتعة موعودين بها!.