معالم الفكر التربويّ

قبسات من فكر سماحة الشيخ الخليلي (7)

 

(1)    ذكر الموت مما يرقق القلوب
"على الذي قسا قلبه أن يذكر لقاء ربه في ليله ونهاره، وأن يذكر الموت وغصته، والقبر ووحشته، والحشر وهوله، والموقف العظيم بين يدي الله سبحانه وتعالى، والحساب؛ فإنَّ ذلك كله مما يرقق القلب". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 277)

(2)    روح العبادة والعمل
"الإخلاص هو روح العبادة والعمل، والعمل إن تجرَّد من الإخلاص كان أشد نتنًا، وأقبح مظهرًا من الجثة التي تفقد الروح؛ ذلك لأنَّ قيمة العمل إخلاصه. (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 198).

(3)    العناية بلب الآيات
"على الإنسان وهو يعيش هذه الحياة، ويشاهد هذه الآيات أن لا يكون مشغولًا بقشرها عن لبابها، بل عليه أن يتعمَّق بفكره فيدرك ما وراء هذه الأسرار، بحيث يدرك أنَّ خالق هذا الوجود هو الذي اختص الإنسان بما اختصه به من المواهب؛ لأنَّه أراده أن يكون خليفة في هذه الأرض، وأراده أن يكون سيدًا في هذا الكون". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 100).

(4)    الإيمان بالغيب هو نقطة الافتراق الحقيقية
"الإيمان بالغيب هو نقطة الافتراق بين أصحاب الفطر السليمة، والنفوس الزكية، والعقول الراسخة، والأفكار الواعية، الذين يتصلون بما وراء هذا العالم المحسوس وبين الذين تكدَّرت فطرهم، وأظلمت نفوسهم، واضطربت عقولهم، وانغلقت أفكارهم، فلم يفهموا تفسيرًا للوجود إلا ما وقعت عليه حواسهم المحدودة". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 135).

(5)    الاقتداء برسل الله عَـزَّ وجلَّ المصطفين
"لئن كان جميع أولئك الرسل تجللوا بتلكم الفضائل النورانية، فإنَّ من آمن بهم حقيق بأن يقتبس من فضائلهم، وأن يجعلهم أسوة له في حياته؛ لأنهم مثاله الذي يحتذيه، وأئمته الذين يعتزُّ بالانتماء إليهم، لا سيما خاتم النبيين الذي رقى من درجات الخير ما لم يرق إليه غيره، فبأي قدوة يقتدي إن لم يكن هذا النبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ قدوةً لحياته، وقائدًا له في منهاجه ؟!" (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 140).

(6)    تطهير النفس من أدرانها
"النفس لا تتأهل لأن تكون وعاءً للخير حتى تتطهر من أدران الشر، ولا يمكنها أن تتحلَّى بالفضائل المحمودة حتى تتخلَّى عن الرذائل المذمومة، وكيف يقر الإيمان في نفسٍ لوَّثها الفساد، وألِفَتْ الشقاق والنفاق ؟ اللهم إلا أن يتغير مسلكها، وتتبدَّل عاداتها". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 244).

(7)    تهذيب النفس
"إذا كان الإنسان متحلِّيًا بالمكارم، ومتلبسًا بالدنايا في نفس الوقت، فإنَّ ذلك التحلِّي يشاب بعدم التخلِّي بهذا الذي تلبَّس به، وإنما يؤمر الإنسان أن يحرص على تهذيب نفسه بالتخلِّي عن المذموم؛ ليتصف بالمحمود". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 244).

(8)    من حُرِمَ الإيمان حُرِمَ خيري الدنيا والآخرة
"على الإنسان أن يؤمن إيمانًا راسخًا يلامس شغاف القلب، ويمتلك المشاعر والعقل والوجدان؛ فإنَّ الحياة بدون هذا الإيمان حياة خاوية الروح، خاوية الفكر، مظلمة الجوانب، لا قيمة لها عند الله، ولا قيمة لها عند من أدرك الحقيقة بالتلقي عن الله سبحانه وتعالى ؛ فإن الإيمان هو الذي يحلُّ ألغاز هذا الوجود، ويفسر حقيقته، ويبين للإنسان مبدأه ومصيره، ويبين له الحكمة من وجوده، ويبين له وظيفته في هذا الوجود، ولذلك من حُرم هذا الإيمان فقد حرم خير الدنيا والآخرة، ومن رزق هذا الإيمان رزق خير الدنيا والآخرة". (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 79).

(9)    وقوف العبد بين يدي ربه 8
"الإنسان بمجرد ما يقف بين يدي ربه ـ تبارك وتعالى ـ ماثلًا، راكعًا، ساجدًا، قائلًا: الله أكبر، يستشعر عظمة الخالق ـ تبارك وتعالى ـ ، وتتراءى أمام ناظريه مشاهد العوالم الساجدة لله ـ تبارك وتعالى ـ ، المسبِّحة بحمده، التي هي كما أخبر الله ـ تبارك وتعالى ـ عنها لا يشذُّ شيء منها عن السجود والتسبيح لله تعالى كما يقول :﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الْحَشْرِ: 1]، ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الجُمُعَة: 1]، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 44]" (من معالم الفكر التربوي: ج 2، ص 257).

 

 

تعليق عبر الفيس بوك