متى سيتم تشغيل مركز مسكن الصحي؟!

 

سيف بن سالم المعمري

أكثر من أربعة أعوام مضت منذ الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمركز مسكن الصحي بولاية عبري، ولا يزال المركز على حاله، ولا يوجد جدول زمني مُعلن من قبل وزارة الصحة ومديريتها بمحافظة الظاهرة، لبدء تشغيل المركز؛ رغم أهميته المُلحة لقرية مسكن والقرى التي تحيط بها كالنجيد والحومانية، ومقر، والعيون وقرى وادي الكبير البعيدة عن مركز الولاية، ويكتسب المركز الصحي أهميته من كونه يبعد عن مركز ولاية عبري حوالي 66 كيلومترا، وتحيط به عدة قرى وتجمعات ذات كثافات سكانية كبيرة، بالإضافة لكونه يقع على أحد أهم الطرق الحيوية في السلطنة، ومن أكثرها كثافة مرورية، ووقعت فيها حوادث مرورية مؤلمة، وهو طريق عبري- الرستاق الذي يربط محافظة الظاهرة بمحافظة مسقط مروراً بمحافظة جنوب الباطنة.

ومركز مسكن الصحي تمَّ الانتهاء من تأثيثه منذ سنوات، ونما إلى علمي أن أسباب عدم تشغيله حتى الآن، تعود إلى عدم توفر درجات مالية بوزارة الصحة للكوادر الطبيبة والطبية المساندة، والصيدلانيين، وموظفي السجلات الطبية، وهي أسباب يراها معظم المواطنين بالولاية أنها غير مقنعة، وربما يراها البعض الآخر خارج اختصاص وزارة الصحة وتتحملها الجهات الأخرى كوزارتي المالية والخدمة المدنية، أو إن أزمة الانخفاض الحاد في أسعار النفط قد أسهمت في تأخير تشغيل المركز الصحي، علما بأن الأزمة بدأت مع أواخر عام 2014م وفي حينها كان المركز قد تم الانتهاء من إنشائه وأصبح جاهزاً للتأثيث ثم التشغيل.

ولو سلمنا بأمر تأثير أزمة النفط في تأخير تشغيل مركز مسكن الصحي منذ أكثر من أربعة أعوام؛ فإنَّ ذلك لا يتناغم مطلقاً مع التزام الحكومة بالمشاريع التنموية الحيوية وإعطائها الأولوية، وعدم تأخير إنجازها أو تعطيل العمل فيها، والمشاريع الصحية والتعليمية كغيرها من مشاريع البنى الأساسية تمثل أهمية حيوية واجتماعية ملحة، فضلاً عن أنَّ الدرجات المالية التي توفرها الجهات المعنية لوزارة الصحة لم تتوقف بالكلية خلال الأعوام الماضية، بل إن الوزارة شهدت توسعات في المستويات الإدارية لعدد من مديرياتها في المحافظات، واستحدثت وظائف جديدة، فهل عجزت وزارة الصحة عن توفير 30 درجة مالية للوظائف التي يتطلبها بدء تشغيل مركز مسكن الصحي!  

وفي الجانب الآخر أين رسم الخطط في المشاريع الحكومية؟ أليس من البديهي أن تكون هناك رؤية واضحة لكل احتياجات المشاريع الحكومية الحيوية قبل وأثناء وبعد التنفيذ من الكوادر البشرية والموازنات المالية التشغيلية! كم سيُكلف الحكومة تلف الأثاث والأدوات الطبية في مركز مسكن الصحي في حال استمر المركز مغلقاً إلى أكثر من 4 سنوات، وهل الإشكالية في عدم وجود درجات مالية للتوظيف أم لعدم وجود الكوادر البشرية المؤهلة التي ستعمل في المركز، ولماذا لا تقوم وزارة الصحة بعرض إمكانية تشغيل المركز على القطاع الخاص؟ وهل لدى الوزارة إجابة شافية لتساؤلات المواطنين حول الجدول الزمني الذي سيبدأ معه تشغيل مركز مسكن الصحي.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،،

Saif5900@gmail.com