ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (9)

(أ‌)    إحداثيات المسار الدوليّ الجديد:

(1)     الحروب القادمة ستكون بالوكالة وهدفها إعادة توزيع المهام وترسيم مراكز القوى.

(2)     نهاية حقبة القطبية الواحدة وبروز ملامح حرب باردة جديدة تلوح في الأفق بين عالم متعدد الأقطاب.


(3)     تمدد نفوذ الاتحاد الروسيّ في مناطق شاسعة من العالم وحلم عودة الدبّ الروسي إلى المناطق الدافئة في طريقه إلى التحقق.

(4)     الدور الألماني في العالم ضبابي الملامح والتوجّهات رغم إمكانات القوة الاقتصادية الأولى التي يتمتع بها.


(5)     وقوف بريطانيا حائرة على عتبات الانعتاق غير المُكتمل عن "أوروبا الأم".


(6)     الأتراك يحلمون باستعادة المجد العُثماني القديم، وفق تصورات قومية وحزبية مدعومة شعبيا يقودها حزب العدالة والتنمية.


(7)     اهتزاز الداخل الأمريكي وعدم انسجامه مع السياسات الخارجية وتذبذبه فوق فوهات الشعبوية.

(8)     وجه جديد للجمهورية الفرنسية ينهي الصورة الكلاسيكية للمؤسسة السياسية هناك تسوِّقُ له الإدارة الجديدة والشابة في الإليزيه.


(9)     توتر الأجواء في شبه الجزيرة الكورية وآسيا. والعالم على صفيح ساخن من شطحات رئيس كوريا الشمالية صاحب القوة النووية المنفلتة من ربقة تقاليد النظام العالميّ، وتعاليها على القوانين الأمميّة.


(ب‌)    تحولات السياسة الأمريكية:
(1)     قمة مرتقبة بين رئيسي أمريكا وكوريا الشمالية، وهي محطة مهمة في المسار الدولي الجديد؛ قمة لا تحتكم لأي شيء، وتتلخص في: رئيس شعبوي يعبر عن عنصريته بطرق شتى، وآخر عدواني متهور على استعداد لإطلاق قنبلة نووية وهو يبتسم.

(2)     الولايات المتحدة "القوة العظمى"، وكوريا الشمالية "الدولة النووية الأخطر"، لا تتمتعان بمصداقية تكفي للتنبؤ بنتائج لقاء ترامب وكيم.


(3)     الفرضيات الأقرب للواقع تنسف فكرة أن يتوصل ترامب وكيم لاتفاق، سوى تخفيف الحرب الكلامية المستعرة بينهما، أو أن يطرح الاثنان قرارا أكثر مفاجأةً من قرار عقد القمة ذاتها!

(4)     عدم انسجام ترامب مع سياسات حزبه الجمهوري، فالرجل لم يعتبر نفسه مُلزمًا بتوجهات أيديولوجية بعينها، ولم يقبل بأي قواعد للسلوك السياسي الحزبي.


(5)     موجة الإقالات والاستقالات التي تجتاح فريق ترامب الرئاسي تؤكد رغبته في حرق مسافات زمنية أسرع لتأصيل رؤيته للدبلوماسية الخارجية كمحدِّد رئيسي في لعبة تحديد مراكز القوى. وتعيين مدير المخابرات الأمريكية وزيرًا للخارجية، خطوة تخدم التوجّه المتهور لترامب.

(6)     لم يكن قرار ترامب بتنحية ريكس تيلرسون مفاجأة ولا تعيين (مايك بومبيو) وزيرًا للخارجية بجديد وهو معروف بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين، وعنصريته المستمدة من حزب الشاي اليميني المتطرف، ولم يكن تصعيده (جينا هاسبيل) مديرةً للمخابرات، غريبا رغم تاريخها الممتليء بجرائم ضد الإنسانية في السجون الأمريكية السرية. إنها تغييرات تخدم توجّهات ومصالح "أمريكا الجديدة".

(ت‌)    دلالات الوضع السوري على تحولات المسار الدوليّ:

(1)     التفاهمات الهشّة بين اللاعبين الرئيسيين في الميدان السوري الملتهب، تصوغ هي الأخرى أحد قوانين اللعبة الجديدة.

(2)     الوضع الميداني في سوريا أشد تعقيدا، فلم يعد يقتصر على الحضور العسكري لقوات: الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، وتركيا، بل هناك أنشطة حربية تقوم بها ميليشيات مسلحة من مختلف الجنسيات.


(3)     رغم حرص الأطراف الفاعلة على الأرض السورية على تلافي أي احتكاك بين القوات برًّا أو جوًّا، إلا أن (ريف دير الزور وعفرين) على وجه الخصوص شاهدان على تغيُّر في قواعد الاشتباك.

(4)    المعطيات مفهومة فيما يخصّ دور روسيا وإيران بدعمهما القوي للرئيس السوري بشار الأسد، وأمريكا في الجانب المقابل بمعارضتها لبقاء الأسد في السلطة، مدعومة بموقف أوروبي.


(5)     الموقف التركي في سوريا متناقض بدرجة كبيرة، ويظهر تحولا في سياقات الصراع داخل الأراضي السورية، فـ(أنقرة) التي كانت تقف أمس في وجه بشار الأسد ونظامه والقوات الموالية له مؤشرةً باتهامهم بقتل مدنيين، تجد نفسها اليوم مدانة بالاتهامات نفسها في "عفرين".

(6)     يقطع الأتراك أي طريق أمام إقامة دولة كرديّة مستقلة، مهما تكلَّف الأمر من أثمان، وعلى حساب أي شيء حتى ولو على حساب القيم الإنسانية التي انبرى أردوغان للدفاع عنها ذات يوم.


(7)     إصرار تركيا على عدم السماح بتشكيل كيان كردي مُتاخم لحدودها الجنوبية حتى لا يتحول هذا الكيان قاعدةً متقدمة لإسرائيل، أو باقي أجهزة المخابرات العالمية. وألا يكون الأكراد "مسمار جحا" للإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

(ث‌)    هل يتعلّم العرب الدرس؟!

(1)     سياسة القطب الواحد للولايات المتحدة ألحقت الكثير من الدمار بالوطن العربي، وفجّرت كوارث سياسية واقتصادية، ويُفترض اليوم أن نكون تعلمنا منها الكثير.

(2)     المؤشرات تدلُّ على أن ظاهرة التبجّح السياسي ستأخذ أبعادا أكثر حدّة، وربما تتشكل تفاعلاتُ وصراعات العقد القادم على أساسها.

(3)     يتمّ تنفيذ خطط تدميرية تُدار من وراء البحار تتمثل في إنهاك الدول العربية وإدخالها في أتون صراعات داخلية تستنزف مواردها والسماح لمكونات إقليمية غير عربية بالتمدد على مساحات واسعة، وبثّ العداء والدفع نحو حروب بالوكالة.

(4)     مرحلة التحول في موازين القوى العالمية الحالية تستوجب استثمارًا سياسيًّا عربيًّا بحنكة واقتدار، واستغلال هذا الصراع بين القوى العظمى للصالح العربي.


(5)     غياب تكتُّل عربي مُلم بالقواعد الجديدة للعبة، يُضعف أيَّ مُحاولة لإعادة الاتزان في كفَّتي السَّلام والمصالح في العالم أجمع، والشرق الأوسط على وجه الخصوص.

(6)     على العرب أن يكونوا أكثر واقعية وأن يتعلموا دروسا من محاولات تدمير الدول المركزية في المنطقة؛ كما حدث بغزو العراق وإشعال لبنان من قبل، وتدمير سوريا واليمن وليبيا، وإرباك مصر اليوم.


(7)     التصعيد بين روسيا وبريطانيا على خلفية تسميم العميل المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوضّح حقائق جديدة للقوة على الأرض. ويؤكد باستعراض للقوة يستبق توزيع الحصص فوق قمة نظام مُتعدد الأقطاب لا تنفرد واشنطن بزعامته.

تعليق عبر الفيس بوك