جماهير مربع الكأس.. شكرًا لكم

 

أحمد السلماني

لوحات ومشاهد غاية في الروعة تلك التي رسمتها جماهير أندية مربع الكأس، كل تفنن وبطريقته في تشجيع فريقه، والخبير العارف يدرك مساهمتها الكبيرة وتأثيرها المباشر على أداء اللاعبين في الملعب؛ وهو ما تحرص عليه الأندية، إذ ظهرت أساليب وطرق مبتكرة لحشد الجماهير، لكن أتمنى ألا تكون هذه الجهود لحظية وتظهر مع المباريات الهامة فقط بل أن تحضر طوال الموسم، ولنا في تجربة نادي الشباب لكرة القدم نموذج جميل، فهم وللموسم الثاني يشكلون ظاهرة تشجيعية حاضرة والجميل أنّ لديهم إدارتهم الداخلية وبالتالي فهم غاية في التنظيم قبل وأثناء وبعد المباراة.

وما لم نتوقعه حقيقة أن نرى ذلك الحضور الجماهيري المعقول من قبل جماهير الملك النصراوي والتي لم تلق بالا لبعد المسافة وحضرت من الجنوب وآزرت فريقها، ورغم تأخره بهدف إلا أنه لم يخذلها وقلب الطاولة على الشباب وأجهز عليه ذهابا بثلاثية لم يتوقعها حتى أشد المتفائلين وهي نتيجة خادعة قد يركن إليها الأزرق فتكون وبالا عليه، وأيا كان المتأهل للنهائي الحلم فهو يستحق بلا شك.

أمّا جماهير نادي صحار فهذه كانت ولا زالت الرقم الموجب والاستثنائي بين جماهير باقي الأندية، جمهور من ذهب، لم ولا يتخلى عن فريقه، هم أول من ابتكر النمط التشجيعي الجديد، لا ترى فيهم الجماهير السلبية إلا فيما ندر، استعداداتهم كانت مبكرة جدا والأجمل كان هو أنّ إدارة الجماهير بالنادي حشدت المشجعين ولم تشحن فتناغم كل ذلك وخرجت التماسيح وهي متخمة بفوز عريض بعد تمزيقها للشباك السيباوية برباعيّة.

جماهير الإمبراطور عادت للمشهد التشجيعي وبثوب جديد، أذهلوا من حولهم بالتنظيم الجميل على المدرجات وباللوحات والأهازيج التشجيعية الجميلة والموحدة وقبل ذلك أعجبت بالمادة المرئية التي أطلقوها قبل المباراة لتحفيز الجماهير من أجل مؤازرة الفريق والذي عاد بعد غياب لما يقارب العقدين، المؤسف أن الفريق خذل الحشود الجماهيرية وكان سقوطه مروعا جدا وجل ما أتمناه أن يكون قد سقط وهو واقف إذ أنّ هناك شوطا ثانيا سيكون بمثابة الزلزال على استاد السيب.

مشاهد متنوعة أفرزها مربع الكأس خاصة على المدرجات منها الجميل وما أكثرها ولكن لم تخل هذه المشاهد من ظواهر سلبية أتمنى على إدارات الأندية أن تقف عليها وقبل ذلك الجهة المنظمة وهو اتحاد الكرة والمسؤولين على المجمعات الرياضية، إذ أنّ الكراسي بالمدرجات وجدت لراحة الجماهير ولكن أن ترتقي عليها الجماهير وترقص فوقها لتتكسر وتتحطم فهذا مشهد لا يرضي أحد، التفاعل والفرح مطلوب ولكن في المقابل علينا أن نحافظ على المكتسبات العامة فهذه تكلف الشيء الفلاني من عقود الصيانة والنظافة وعلينا أن نترك المكان كما وجدناه.

الأمر الآخر والذي لطالما نادينا به وهو أن تخرج الجماهير والأندية عن المألوف، الروابط التشجيعية التقليدية والمأجورة لم تعد ذات تأثير لأنّها غير نابعة من الجماهير المحبّة فهي في وادي والفريق في واد آخر، هي نفس الموشحات ولا جديد، نمط تقليدي سئمنا منه والويل كل الويل لمن يحاول تغييره، اعتقد أنّ الإبتكارات التي ظهرت بها جماهير مربع الكأس هي بداية جميلة لنمط تشجيعي جديد يتفاعل معه اللاعبن داخل الملعب، وعلى إدارة المنتخب أن تتناغم هي الأخرى مع هذا التغيير وتجلب لنا رابطة تشجيعية شبابية متطورة كتلك التي ظهرت في "خليجي 19" ومنها تعلم أشقاؤنا الخليجيون اللوحات التشجيعية الجديدة وللأسف تخلينا عنها نحن.