4 أوراق تكشف ماهية "الحداثة الشعرية عند زاهر الغافري" في ندوة الكتاب والأدباء

مسقط - الرؤية

نظمت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار، وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، ندوة أدبية حملت عنوان "الحداثة الشعرية عند زاهر الغافري".

شارك في الندوة عدد من الأكاديميين الباحثين بأوراق عمل أدبية حول مسيرة زاهر الغافري الشعرية، ومن خلال الندوة التي أدارها الدكتور أحمد الحنشي تحدث الشاعر الغافري عن بداياته وانطلاقته الأولى حيث مسكنه "سرور" وعلاقته بالكتاتيب والأبجديات الأولى، منطلقا ليتحدث عن الغربة وإرهاصاتها والسفر والترحال حيث التناقضات في شتى جمالياتها.

وقدمت الدكتورة فاطمة بنت علي الشيدية ورقة بعنوان "الشعر بوصفه حياة: الحداثة والنص الرقمي عند زاهر الغافري" أشارت فيها إلى أن الغافري يشكل أحد أعمدة الشعر العماني المعاصر، الذي جاء من مناطق الوعي بالآخر، مع تجسّد روح الماضي الحية والحيية داخله، ولكن دون تقييد أو تقيّد، مضيفة أن زاهر كتب القصيدة عبر وعي شعري جديد ومتجدد، حداثي وغير نمطي، فكثيرا ما خالف السائد، وجاءت قصيدته متمردة على ذاتها كلما حلا لها التمرد، فلا نقطة ثابتة تقف عندها، ولا زمن تحتكم إليه، منوّعة في أساليبها اللغوية والأسلوبية، ومستمدة قدرتها من الحياة كحكاية في جدة أبدية.

وقدم الشاعر عوض اللويهي ورقة بعنوان "شعرية الفضاء عند زاهر الغافري"، موضحا أنّ الفضاء داخل العمل الأدبي من الدراسات التي أولاها النقاد عنايتهم في فحص اشتغال الفضاء داخل النص الأدبي، حيث أن مفهوم الفضاء أعم وأشمل من مفهوم المكان، فالفضاء كنسق يشتغل مع بقية الأنساق التي يتكون منها العمل الأدبي. كما أنّ هناك دراسات اشتغلت على الفضاء النصي أي توزيع النص داخل الورقة، وكذلك هناك من درس حضور الفضاء الجغرافي المرجعي في النص مشيرا اللويهي إلى قراءة شعرية الفضاء كمكون رئيس داخل نصوص زاهر الغافري الشعرية، فلا يكاد يخلو نص شعري لزاهر إلا ونجد أنّ الفضاء من أبرز المكونات البنائية الرئيسة فيه، وفي ذات الوقت نجد أنّ الفضاء لا يشتغل في معزل عن بقية السياقات، فالفضاء كبنية لغوية متخيلة وليست بنية جغرافية لها مرجعية واقعية، يلعب دورا رئيسا في ربط المنظومة المكانية التي تضيء بقيّة مكونات القصيدة وتتشكل حولها العناصر اللامكانية للنص الأدبي بحسب عبارة لوتمان.

وقدّم الدكتور محمد الغزّي ورقة بعنوان "مدونة زاهر الغافري الشعرية وسؤال اللغة" مشيرا إلى الأسئلة التي أثارتها القصيدة العربية الجديدة وظهور تيّارات شعرية دعت إلى استخدام اللّغة المتعدّية التي تحيل على الخارج النصّي ومنه تستمدّ شعريّتها وشرعيّتها، بينما دعت بعض التيارات الأخرى إلى استخدام اللّغة اللاّزمة التي تشدّ المتقبّل إليها قبل أن تشدّه إلى شيء آخر خارج عنها.

التيّارات الأولى حسب قول الغزي دعت إلى كتابة نصوص لا تخبر عن نفسها بقدر ما تخبر عن العالم الذي صدرت عنه، بينما دعت التيارات الثانية إلى تأسيس كتابة جديدة لا تشير إلى أصل يقع خارجها وإنّما تشير، في المقام الأوّل، إلى نفسها بوصفها كيانا يمور بالحركة والحياة.

وأكد الدكتور الغزي أن مدونة زاهر الغافري من المدونات الشعرية الحديثة التي تنتمي إلى التيار الثاني، فهي تشدّ القارئ إليها قبل أن تشدّه إلى ما هو خارج عنها، فمدوّنة هذا الشاعر لا تصف ولا تعبّر ولا تبوح بقدر ما تومئ وتشير وتلوّح، وهي في هذا تختلف عن المدونات الشعريّة التي تراهن على استخدام اللّغة المتعدّية التي تحيل على العالم الخارجيّ، تشهد له حينا وتشهد عليه حينا آخر.

وقدم الباحث مبارك الجابري ورقة بعنوان "اللهجة الاجتماعية واشتغال بنى الخطاب". وقدم الجابري من خلال ورقته تحليل ديوان (حياة واحدة .. سلالم كثيرة) لزاهر الغافري انطلاقًا من فرض يجد في كل عمل أدبي حوارًا بين لهجتين اجتماعيتين أو أكثر، حيث يقيم الخطاب الشعري لذات التلفظ لهجة اجتماعية خاصة، تكون في الواقع مخترقة بجملة من الخطابات الأخرى التي شكلت وضعًا اجتماعيًّا لغويًّا، عليه نشأت ذات التلفظ، ويدخل هذه اللهجة الاجتماعية في معارضة مع لهجة اجتماعية أخرى أو أكثر، تعارضها بالموافقة أو التهكم أو النقض، وتعمل معارضتها عبر البُنى الخطابية: السردية والوصفية والحوارية.

 

تعليق عبر الفيس بوك