مسقط - الرؤية
بدأ المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني تقديم خدماته العلاجية للمرضى والمراجعين، على أن يتم تدشينه قريبا.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمركز حوالي مليوني وثلاثمائة ألف ريال، وقد أقيم على مساحة بناء تبلغ 851 مترا مربعا، وتمَّ تزويده بكافة المعدات والأجهزة الطبية. ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و3 غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي.. جهازان منهما بغرفة علاج جماعية تتسع لــ12 شخصًا لكل جهاز، وجهاز واحد لغرفة علاج فردية. وقد رُوعي عند إنشاء المركز أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة؛ لذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، إنَّ دخول خدمة طب الأعماق إلى السلطنة إضافة جديدة بوزارة الصحة، تضاف إلى منظومة العمل الصحي المتخصص في البلاد، مؤكدا معاليه أن ذلك يأتي استجابة للحاجة الماسة إلى طب الأعماق في العديد من العلاجات من جهة، ومن جهة أخرى يأتي إدخال هذه الخدمة تأكيدا لحرص وزارة الصحة على تطوير خدماتها الصحية وفق المؤشرات الصحية المحلية، وكذلك وفق التطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات الطب المختلفة، التي تستدعي في أحيان كثيرة توفير خدمات صحية متخصصة في العديد من مجالات الطب، وتعد المراكز الوطنية لعلاج الأورام وأمراض القلب والسكري والصحة الوراثية والغدد الصماء، خيرُ مثال على ذلك، يضاف إليها الآن المركز الوطني لطب الأعماق.
وبدوره، أوضح الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني، أنَّ طب الأعماق من التخصصات الحديثة نسبياً؛ حيث يهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية على صحة جسم الإنسان، مع إمكانية تسخير طب الأعماق في علاج وتسريع عملية الشفاء للعديد من الحالات المرضية عبر استخدام تقنية الأكسجين المضغوط. وأضاف: بعد الانتهاء من إعداد دليل الأنظمة التشغيلية والإدارية للمركز جاء تشغيل المركز الوطني لطب الأعماق من منطلق أهمية تعزيز الرعاية الصحية التخصصية بالسلطنة، والتماشي مع ازدياد المرضى بالسلطنة الخاضعين للرعاية الصحية في مجال طب الأعماق .
وأشار السالمي إلى أن المستشفى السلطاني يَفخر بأن أغلب الكوادر الطبية والتمريضية العاملة بالمركز الوطني لطب الأعماق هي كوادر وطنية، وهو ما يترجم جهود وزارة الصحة -ممثلة بالمستشفى السلطاني- في تأهيل الكوادر العمانية؛ لجعلها قادرة على أخذ زمام المبادرة لتقديم رعاية تخصصية في شتى مجالات وميادين الطب الحديث.
من جانبها، أوضحت الدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية إخصائية طب أسرة والطبيبة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق، أن طريقة العلاج بالأكسجين المضغوط تتلخص في إدخال المريض في غرفة مغلقة أسطوانية الشكل، تدعى "غرفة معادلة الضغط العلاجية"؛ ليستنشق المريض الأكسجين النقي بنسبة 100% بواسطة قناع تنفس، وتحت ضغط أعلى من الضغط الجوي العادي؛ حيث تستمر الجلسة العلاجية حوالي ساعتين في الحالات المرضية المستقرة. وقد يخضع المريض لعدة جلسات بالأكسجين المضغوط، قد تتراوح ما بين 20-40 جلسة، وذلك وفق تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض ومدى استجابته للعلاج.
وأشارت البلوشية إلى أن الطريقة العلاجية بالأكسجين المضغوط تقوم على إحداث إحدى خاصيتين: تتمثل الأولى في خاصية التأثير الميكانيكي الناتج عن ارتفاع الضغط الجوي؛ حيث أثبتت الدراسات أن الضغط يتناسب عكسياً مع الحجم، وهو الأمر الذي يتيح علاج بعض الحالات المرضية؛ أبرزها: انسدادات الأوعية الدموية بالغازات، الذي يتسبب به اختلال الضغط بالجسم، وهو ما يحدث غالباً للغواصين. وأضافت: أما الخاصية الثانية، فهي التأثير الفيسيولوجي؛ حيث إن استنشاق الأكسجين بنسبة 100% تحت ضغط جوي عالٍ يؤدي لزيادة الصغط الجزيئي للأكسجين، وهو ما يجعل الأكسجين يذوب في بلازما الدم فينتج بالتالي عن هذه العملية تشبع الدم بالأكسجين؛ وهو الأمر الذي يجعل كافة خلايا الجسم قادرة على القيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه. كذلك يساعد الأكسجين على زيادة نشاط الخلايا المسؤولة عن مهاجمة الميكروبات الضارة بالجسم، علاوةً عن دوره في تنشيط وتكوين الأوعية الدموية عبر زيادة إفراز الجسم لمادتي: الكولاجين، والفيبروبلاست.
يُشار إلى أن العلاج بالأكسجين المضغوط يعد علاجاً أساسياً لعدة حالات، أهمها: انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين. كذلك يستخدم الأكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية؛ بما في ذلك: تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث)، فضلاً عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.
هذا.. وقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي بمراكز متخصصة في ألمانيا والنمسا، إلى جانب برنامج تدريبي تطبيقي في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية.