في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

لَيْتَهَا قَالَتْ: أَحَدْ!

د. محمَّد حِلمي الرِّيشة – رام الله – فلسطين
رئيس بيت الشعر الفلسطيني

 

(1)
لَا تَغِيبِي، أَوْ يَطُولُ الانْتِظَارْ
دَوَّخَ الوَقْتُ المُكَرَّرُ بَابَ قَلْبِي وَاشْتِيَاقِي لِلْعُيُونْ
هَلْ تَكُونِي لِي "فُتُونْ"؟
هَائِمٌ كَالرَّمْلِ بَعْدَ العَاصِفَةْ
كَائِنٌ حُبِّي لِأَحْلاَمِي الوَدِيعَةْ
فَلْتَعُودِي.

(2)
كَمْ يَطُولُ العَتْمُ حَوْلِي فِي انْتِظَارِكْ
لَا صَدًى يَرْتَدُّ نَحْوِي بَعْدَ دَارِكْ
كُلُّهَا أَحْلَامُ بَرْقٍ مِنْ نُجُومٍ مُقْشَعِرَّةْ
مِثْلَ أَزْهَارِ القُرُنْفُلْ؛
تَتَّكِي فَوْقَ ارْتِجَافِ الكَأْسِ/ يَفْتَرِقُ التَّلَاقِي
وَالمَآقِي؛
مَائِلَاتٌ فِي شِفَاهٍ قَدْ تَوَلَّاهَا الرَّحِيلْ!

(3)
نَحْوَكِ الخَفَقَانُ يَسْعَى
بِالْتِصَاقِ العِشْقِ..
فَدْوَاكِ الدِّمَاءْ
أَنْ يَكُونَ اليَأْسُ أَولَى لِانْشِطَارِي؛
ذَاكَ ذُلٌّ..
ذَاكَ قَهْرٌ..
ذَاكَ مَدٌّ لِانْتِظَارِي!

(4)
لَيْتَنِي أَهْدَابُ عَيْنَيْكِ النَّحِيلَةْ؛
كُنْتُ أَمْتَصُّ الدُّمُوعَ اليَابِسَةْ،
فِي ظِلَّ أَسْبَابِ الخَمِيلَةْ!

(5)
عَنْ عُيُونِي..
عَنْ رُؤَايْ..
عَنْ مَعَانِي الخَوْفِ مَوسُومًا بِعَتْمِ السَّاهِرَةْ
حَدِّثِي النِّسْيَانَ/ صَمْتَ الذَّاكِرَةْ،
وَتَبَارِيحَ الفِرَاقْ!

(6)
مُثْقَلٌ وَجْهِي بِأَحْلَامِ الطُّفُولَةْ؛
بَاحِثٌ عَنْ بَعْضِ لَهْوِي بِهَوَائِي
فِي انْتِفَاضَاتِ الجَسَدْ
لَيْتَهَا قَالَتْ: أَحَدْ
كُنْتُ أُؤْوِيهَا بِصَدْرِي لِلَأَبَدْ!

(7)
كَمْ أُغَنِّي لِانْعِتَاقَاتِ الزَّمَنْ:
صَارَ حُبِّي فَوْقَ أَبْعَادِ التَّصَوُّرِ/
فَوْقَ أَشْكَالِ المِحَنْ!

(8)
بَالَغَ القَلْبُ المُوَارَى بِالهَوَى
كَادَ أَنْ يَهْوِي، فَتَنْسَاهُ الغَرِيبَةْ
هَلْ سَتَبْقَى لِي حَبِيبَةْ؟
يَا إِلهِي.. كَمْ أُرِيدْ!

(9)
مَنْ سَيُلْغِي خَافِقِي بَعْدَ اشْتِعَالَاتِ الذُّهُولْ؟
كَمْ أُمَنِّي النَّفْسَ أَنْ أَنْسَى انْهِمَارِي وَالذُّبُولْ
فِي خِضَمِّ العَاشِقَةْ!
مِثْلَ نَارٍ كُنْتُ أَسْرِي خَلْفَهَا
بَاحِثًا عَنْهَا،
وَلكِنْ..
أَيْنَ أَمْضِي؟

(10)
لَمْ تُهَاجِرْ نَحْوَ بَيْتِي
مَرَّتِ السَّاعَاتُ مَحْوًا تِلْوَ آخَرْ
مَنْ أُنُادِي يَا غَرِيبْ؟
آهِ لَوْ جَاءَتْ إِلَى أَبْوَابِ لَحْدِي فِي اشْتِهَاءْ؛
تَقْرَعُ الأَنْفَاسَ كَيْ تَصْحُوَ رُوحِي
تَقْرَأُ الأَوْرَادَ فِي صَمْتِ السَّمَاءْ!

(11)
يَا حَبِيبِي..
رَدَّنِي الشَّلَالُ مَسْكُوبًا بِثَغْرِي ظِلُّ مِائِكْ
حَدَّدَ اللُّقْيَا عَلَى حَدِّ التَّحَدِّي فَانْتَصَرْ
هَامَ عِشْقًا فِي اتَّسَاعِ الجَدْبِ غَيْمًا لِلْمَطَرْ
فَاسْتَفَاقُ الحُبُّ/ أَعْطَانِي انْطِلَاقِي
قَالَ: فَاذْهَبْ
أَنْتَ أَوْلَى..
أَنْتَ بِالأَفْرَاحِ أَحْلَى!

(12)
هَلْ سَتَأْتِي؟
انْتَظَرْتُ الضَّوْءَ كَيْ يَأْتِي انْبِلَاجِي،
وَافْتَرَشْتُ الأَرْضَ زَهْرًا وَاليَدَيْنْ..
هَلْ سَتَأْتِي؟
بَيْنَ مَوْجِ البَحْرِ أَوْ قِيعَانِ رَمْلِي
بَيْنَ مَزْجِ البُعْدِ بِاللُّقْيَا وَأَطْرَافِ الشِّفَاهْ
كُنْتُ أَغْلِي
أَسْتَعِيدُ الوَعْدَ مِنْ خَوْفِي وَأَذْوِي.. يَا إِلهْ:
أَعْطِنِي البِلَّوْرَ وَالشَّمْعَ المُضَاءْ
مُدَّ لِي سِحْرًا تَنَامَى
مِنْ حَنِينِي وَانْفِرَادِي فِي اللِّقَاءْ..
أَنْ يَكُونَ اليَأْسُ أَوْلَى لِانْشِطَارِي؛
ذَاكَ ذُلٌّ..
ذَاكَ كُفْرٌ..
ذَاكَ عُمْرٌ لِانْتِظَارِي!

.........................
**قصيدةٌ عمرُها (39) سنةً، كُتِبتْ في (9/3/1979)

 

تعليق عبر الفيس بوك