في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

وظائف سريّة

قيس مجيد المولى – شاعر عراقيّ مقيم بالدوحة

 

الوقتُ ممرٌ يقود الى وقتٍ شبيه أو وقتٍ مجهول
وتفهماً لذلك
تبدأ اللحظةُ من حقلها وأخرى من تبلورٍ استثنائي وسريع
للتقصي عن المشابهةِ أو للتقصي عن كشفٍ للتضاد،
يكون الانتباه مجديا ثم الجلوس بهدوء
لتطعيم المشهد ممارسة تخيلية
ومن ثَمَ ترويج الفراغ
ترويج الفراغ
لشغل القياسات بغير ماينبغي
لكبح التجنيس الغريزي
لتعديل وصف الجسر
والمرأة التي تنظر الى السّماء
قبل أن تلقي بنفسها من أعلاه،
كشرط أن لايكون الغرضُ مشروطاً
كي ترحل الصورةُ المعلقةُ ترحل بأمانٍ الى الصندوق
الصندوق الملئ بالأوراق الممزقة
الأوراق الممزقة لها حكايا
بعضها إكتملَ كمشروع لفكرةٍ
كمشروعٍ لفكرةٍ
أمامَ الأفكار التي لم يتقصدها الخطاب
للخروج من المشابهة الى التعتيم
المشابهة في تداول المارة للجفاف
والتعتيم لإنجاز صورةٍ أُخرى
من المناسب جداً أن تكون بقلم الرّصاص
على الأقل رؤيا أولية لبيت أثري
لصحن حساء على طاولة
لقطة تعبثُ بالتراب لتتبول،
ومنَ المُستبعَد
إنَ صحن الحساء هذا هو المقصود
والقطة التي تعبثُ بالتراب لتتبول هي المقصودةُ
ومن شأنك أن تجد لكل منهما وظائفَ سريةً
ربما ينتظم الاختلاف
تتقارب الاحتمالات
مجرد تفسير للمشاهد
ومن المرجح أن تكون المشاهد بلامعنى
حينئذٍ تحمل خصائص فريدة
لمن ينادي بمزاج تأويلي عليكَ:
أغلق الباب خلفك رجاءًا ،
بهدوء
بقيّت عمليات إجرائية كي تجلسَ بهدوء
بهدوء مع ما تبقى من اختصارات الفراغ
وما يلقى في الهوامشِ من مفردات التحريض
ليس الرسمُ كافيا ً
قالت السّاردةُ البطيئة
تحدثت قليلا مع قريناتها وصرخت بهنَ
كفى .. كفى
الريحُ قادمةٌ
وملابسنا التي على الحبال
لم تجف بعد،
التفكير الأن
إنتاج لحظة متقدمة
لتنشيط ذاكرة ورؤيا الأبعاد التي تحيط بالزماني المبهم وبالمكاني الذي يتحلل ويُحفظ في عُلبةٍ شبيهةٍ بعلبة السَّردين ،
هذا التنشيط وما يرافقه من أفعال
من الممكن أن يسير الظل دون نسخته الأصلية
التلميح دون التفسير من الممكن
أشياء تدعو للكتابة لإتمام صفقةٍ بين الحضور والغياب
الحضور كشكل وآليه ،
والغياب
كحالة دفاعية لِـ إزاحة العقبات أمام الهوس وتصنيع الإنسان كمجسمٍ كتشكيلٍ من رموزٍ معدلةٍ أو من إحتمالات غير خاضعة للتفسير ،
النتائجُ توضح:
الوقت ممر..
ممر يقود إلى وقتٍ مجهولٍ أو وقتٍ شبيه
وهناك أعدادٌ لا تحصى من الممرات
والريحُ التي ستهب لا زالت ساكنةً
رغم ميلان الأشجار، غوص الأسماك إلى الطبقات الدنيا من البحر، إصفرار السماء، تطاير النفايات،
ومن النفايات تبدأ الحوادث الجوهرية:
أولاَ- الكائن جهة معاكسة لأهميته.
ثانياً – الكائن مقتبس من كائن، والمقتبس مقتبس من كائن وكائن وكائن وهكذا إقتباسات الأنساب .
ثالثاً – الكائن فريسة أوهام يعيد إنتاجها كُلَّ يوم.
رابعاً – الكائن لزوم ظاهراتي لتدوير الذريةِ على الأرض.
يقتاد الساردُ الحيوانات الأليفةِ والقادرة على الإستنتاج  يقتادها الى بانروما الجهات الأربع كي تكون قادرة على إثبات (أولاً) ، يبتسم المفسر ويلتزم الكائن بمخرجات تلك الإبتسامة للرد على (ثانياً) وتوجيه الأنظار صوبَ (ثالثاً) تُخَزن الأشرطة السينمائية لتبدأ خلايا المرضى بالصُراخ إندماجاً مع التحول الى الأوهام التي تنتج أوهاماً كلَّ يوم ،عددٌ ضيئلٌ بقيَ مَن يبتسم لأن الإنسان ليس كما وردَ في (رابعاً)  الكائن ليس لزوما ظاهرياً لتدوير الذرية على الأرض بل مجبرا ولزاما تدور به الأرض كي تُثَخنَ مُخيلتهُ ويكف عن طرح الأسئلة ،أما بقاء الأشياء في الحسبان أو عدم بقائها فهو الصُّنو التقليدي لقطف ورقة من شجرة يابسة. والكامنُ فيما تريده المرأة البلهاء من الرجل الذي (يفرك) أمامها بأعضاءه التناسلية
-    من المؤكد له مكانة متميزة هذا الساذجُ في قلبي،
ولهُ خشيةً روحيةً إن أعادَ مرة ثانيةً (تفريكَ) أعضاءه التناسيلة، قالت المرأة البلهاء لامرأة أخرى كانت تنظر الى الرجل بدهشةٍ واستغراب،
حين مضى الباص تبعه الرجل بدراجة هوائية، والمرأة بعربة، والمرأة التي كانت تنظر للرجل بدهشة واستغراب غيرت مسارها إلى مخزن للتسوق، وتبع ذلك متغيرات على وجوه المارة ومن هنا بدأ السارد يفكرُ كيف يعبثُ وَ:المكبوت المزماري، الهوس الأدونيسي بالشفرة والقضيب، النبؤات الجنسية للداخل والخارج، ولاشك هنا من أفضلية والأفضلية واردة في النص.
قالت الساردة البطيئة:
لم يبق من الصورةِ غيرُ نصفِها، ومن الألوان غير اللون الأسود ولم يتحول إلى الأن الوجود الزمني إلى وجود رمزي
والكتابةُ لا زالت ضمنَ السّياق،

تعليق عبر الفيس بوك