استهداف بناء تيار نقدي فكري في حلقات "الناقد الأدبي" بالنادي الثقافي

الرؤية - محمد قنات

دشَّن النادي الثقافي أولى فعاليات برنامج "الناقد الأدبي"، ضمن المبادرات الثقافية التي يتبناها النادي خلال الموسم الحالي؛ لتشجيع النُقاد العمانيين الشباب لإثراء المنتج الأدبي بمجموعة من الدراسات العلمية التخصصية التي تؤسس لتيارات نقدية فكرية تسهم في رفد الحِراك النقدي في عُمان، ودعم الإبداع الأدبي بما يغذيه من نقد معرفي بنَّاء.

وأكدت الدكتورة عزيزة بنت عبدالله الطائية عضوة مجلس إدارة النادي الثقافي ومديرة الجلسة، أن برنامج "الناقد الأدبي" وهو من المبادرات الثقافية التي يتبناها النادي خلال موسمه الحالي، مشروع تعاوني بين جامعة السلطان قابوس -ممثلة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- والنادي الثقافي. وأضافت: إن النص السردي يعدُّ من أكثر النّصوص الأدبية الروائية استحضارا للمعالم التّاريخية، والمنعطفات السّياسية، والمظاهر الاجتماعية، ولأنساق الفكرية الأيديولوجية، مشيرة إلى أنه في هذه الجلسات يسعى القائمون عليها لتقديم رسالة فكرية أدبية تعتمد التشكيل السّردي الفني المبني على عناصر متباينة؛ من بناء لغوي وزمني ومكاني، هدفها ضمان مقروئيتها وخلق متعة جمالية لمتلقيها.

وبينت أن كل هذه الاعتبارات وغيرها جعلت النّص الروائي يتميز عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى؛ كونه يرتبط أشد الارتباط بالحياة المجتمعية، هذا ما يخلق له إمكانية تصوير الواقع الكائن، والواقع الممكن ضمن السّيرورة التّاريخية للمجتمع، لهذه الأهمية حظي النّص الروائي بمكانة مهمة ضمن الحركة الأدبية المعاصرة؛ باعتباره الدّيوان الأهم للمجتمع وللجمالية السّردية الفنية التي تمنح الرّواي القدرة على إمتاع القارئ وانجذابه لمضمون القص. وأشارت إلى أن هذا البرنامج يتأسس على رؤية تشجيع النُقاد العمانيين الشباب لإثراء المنتج الأدبي بمجموعة من الدراسات العلمية التخصصية التي تؤسس لتيارات نقدية فكرية تسهم في رفد الحِراك النقدي في عُمان. وقالت: إن خطة البرنامج تعتمد لهذا الموسم ثلاث جلسات؛ منها هذه الجلسة، والثانية بتاريخ 29 أبريل المقبل، في حين تنعقد الجلسة الأخيرة بتاريخ 29 سبتمير 2018.

من جانبه، قدم الدكتور علي بن شافي الشرجي أطروحه بعنوان "تداوليات الخطاب السردي في روايات علي المعمري"، تناول فيها بالدراسة بحث إشكاليّة الجمع بين المباحث التداوليّة، والخطاب السرديّ التخيليّ، ممثَّلا في دراسة روايات علي المعمريّ الأربع: فضاءات الرغبة الأخيرة، ورابية الخطار، وهمس الجسور، وبن سولع. وقال: حاولنا الانتقال بدراستنا هذه من السرديّات إلى تطبيق المنهج التداوليّ، الذي يُعنى، أساسا، بعلاقة اللغة بمؤوِّليها، واستعمالها بين المتخاطبين، بينما تميل الخطابات الروائيّة في طبيعتها الفنيّة إلى التخيل في بناء عوالمها السرديّة، واستعنّا بالسرديّات التّلفّظيّة في إبراز الذاتيّة في الخطاب الروائي في مظاهرها المختلفة.

وقدم أحمد بن محمد الحجري أطروحته "تحليل الخطاب السردي في رسالة الحيوانات لأخوان الصفا وخلان الوفاء.. دراسة سيميائية"؛ حيث قال كتاب "أيقونة إخوان الصفاء.. التحليل السيميائي للخطاب السردي في رسالة الحيوانات"، والذي قام بتأليفه وصدر عن دار عرب بلندن: إن العمل ينطلق من الحكاية الخرافية الواردة في الرسالة الثامنة من الجسمانيات الطبيعيات (وهي الرسالة الثانية والعشرون من رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء)؛ حيث عَدَلَ إخوان الصفاء عن الأسلوب العلمي الذي اعتادوه في سائر رسائلهم إلى الأسلوب القصصي في تمرير أفكارهم الفلسفية ورؤاهم ومعتقداهم الفكرية من خلال قصة فنتازية فلسفية تدور حول شكوى تقدمت بها الحيوانات ضد بني آدم وظلمهم لها وتعدّيهم عليها أمام ملك الجان بيوراسب الحكيم ملك جزيرة صاعون.

تعليق عبر الفيس بوك