السلطنة تحتفل باليوم العالمي للسمع تحت شعار "اسمعوا صوت المستقبل"

...
...
...

مسقط - الرؤية

احتفلت السلطنة أسوة ببقية دول العالم باليوم العالمي للسمع الذي يصادف الثالث من مارس كل عام، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "اسمعوا صوت المستقبل".

ونظّم البرنامج الوطني لرعاية صحة العين والأذن احتفالا بهذه المناسبة في مجمع بانوراما مول التجاري ببوشر بحضور الدكتورة فاطمة العجمية، المديرة العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط.

وهدف الاحتفال باليوم العالمي للسمع للفت الانتباه إلى الزيادة المتوقعة في عدد الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع؛ الذي يمكن تجنبه في جميع أنحاء العالم في العقود المقبلة، ونشر الوعي لدى المجتمع على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية لتعزيز رعاية الأذن والحد من ضعف السمع.

وألقى الدكتور مازن الخابوري – مدير عام المؤسسات الصحية الخاصة - كلمة أوضح خلالها أهمية زيادة جرعة الوعي بالمحافظة عن نظافة الأذن كحال أي عضو آخر في جسم الإنسان يحتاج إلى رعاية واهتمام، وأكد على أهميّة الفحوصات المبكرة التي تجريها مؤسسات وزارة الصحة للأطفال حديثي الولادة، والأطفال في المرحلة الابتدائية من الدراسة.

من جانبها أثنت الدكتورة فاطمة العجميّة على دور الكوادر الطبية والطبية المساعدة في تقديم الرعاية الصحية ذات الجودة العالية للمرضى، وقدّمت كلمة شكر للحضور على اهتمامهم لحضور مثل هذه الأنشطة المجتمعية التي ترفع من مستوى الاهتمام الصحي لديهم وبالتالي ينعكس ذلك إيجابا على تقديم الخدمة لهم.

ويعد فقدان السمع من الإعاقات الحسيّة الأكثر انتشارًا من بين مختلف الإعاقات، ويعد مشكلة آخذة في التزايد على المستوى العالمي. وقد أظهر المسح الوطني لأمراض الأذن الشائعة وفقدان السمع الذي أجري في السلطنة عام 1996-1997 أنّ معدل انتشار فقدان السمع بلغ 5.5% وأن نسبة كبيرة منه كان يمكن شفاؤه أو تجنبه. أمّا منظمة الصحة العالمية فإنّها تقدر أنّ ما نسبته 5.3% من سكان العالم يعانون من فقدان السمع. وتتأثر بذلك مختلف الفئات العمرية، وأن حوالي 25% من حالات ضعف السمع تبدأ في مرحلة الطفولة، وتساهم الشيخوخة في زيادة الحالات أيضا.

وتذكر منظمة الصحة العالمية أنّ واحداً من كل ثلاثة أشخاص فوق عمر الـ 65 سنة يتعايش مع نوع من أنواع ضعف السمع، ويتعايش حوالي 80% من الناس مع الصمم وضعف السمع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويعيش ما يقرب من 40 مليون شخص ممن يعانون من فقدان السمع في إقليم شرق المتوسط.

وأنشأت وزارة الصحة البرنامج الوطني لرعاية صحة الأذن عام 2000 والذي تمّ دمجه لاحقا مع صحة العين تحت مسمى البرنامج الوطني لرعاية صحة العين والأذن بهدف الوقاية من اعتلال السمع بين أفراد المجتمع، وعلاج وتأهيل المصابين باعتلال السمع، وقد بدأ البرنامج من ذلك الحين بعمل الإجراءات اللازمة للوقاية من الأمراض التي قد تؤدي إلى فقدان السمع. وتمّ أيضا إدخال مسح أذن الأطفال حديثي الولادة، وتمت تغطية ما نسبته 96.9% من مجموع مواليد وزارة الصحة عام 2016. ومن خلال برنامج الصحة المدرسية تمّت تغطية 95.05% من إجمالي الطلبة المستهدفين بالصف الأول الابتدائي، كما تم إجراء عمليات زراعة القوقعة أو سماعات لعدد 47 مريضا خلال عام 2016.

وقد أقامت الوزارة ورشة عمل للتواصل مع أهالي الأطفال زارعي القوقعة في 5 فبراير 2017 وتم خلالها مناقشة الصعوبات والتحديات التي يصادفها الأهالي والمؤسسات ذات العلاقة، وتم خلالها الاستماع إلى التحديات والصعوبات التي يلاقيها أهالي الأطفال الزارعين للقوقعة وإيجاد الحلول المناسبة.

ويتم سنويًا تدريب أطباء الرعاية الصحية الأولية في السلطنة على اكتشاف الحالات مبكرًا وعلاجها بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية. أمّا الحالات التي تحتاج إلى تحويل للرعاية الصحية الثانوية فيتم تحويلها وعلاجها ومتابعتها، كذلك فقد تصدّت وزارة الصحة إلى التحديات والصعوبات التي قد تصادف الكوادر الطبية والطبية المساعدة في التعامل مع فئة الأشخاص ذوي الإعاقة من ناحية التواصل فيما بينهم، فتعمل حاليًا وزارة الصحّة على تدريب بعض الكوادر على تعّلم لغة الإشارة لتسهل التعامل والتواصل مع هذه الفئة من المجتمع.

الجدير بالذكر أنّ السلطنة منذ تبنيها مشكلة فقد السمع وإبرازها كإحدى المشكلات المرضية ذات الأولوية في الخطة الخمسية الخامسة والسادسة وما زال البرنامج ضمن حزمة البرامج الصحية التي توليها السلطنة كل الرعاية والاهتمام من حيث الاهتمام بالأم أثناء الحمل وبعده وتقديم الرعاية المناسبة للجميع. وتعد السلطنة من الدول المتقدمة والنموذجيّة في مجال رعاية صحة الأذن حيث تمّ ترشيح السلطنة في استقبال وفد من المملكة المغربية خلال الفترة 17-19 أكتوبر 2017 بهدف الاطلاع على البرنامج الوطني لرعاية صحة الأذن؛ وبالأخص فحص سمع الأطفال حديثي الولادة بالمؤسسات الصحة للاستفادة من تجربة وخبرات السلطنة والذي تم إدخاله في السلطنة منذ عام 2002 ويعد نموذجا في إقليم الشرق المتوسط.

 

تعليق عبر الفيس بوك