خط النهاية (السكتة) !

 

خالد الميمني

كثيراً ما نسمع عن الموت المفاجئ أو حوادث السكتة القلبية وهو عبارة عن توقف القلب أو القلب والتنفس معاً في بعض الأحيان والذي يذهب ضحيته أشخاص في ريعان شبابهم.

 نجد تزايداً مريعاً لهذا الحدث مؤخراً خصوصاً لدى الفئات العمرية المتوسطة. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي تجريها كل أربع إلى خمس سنوات، احتل توقف القلب نسبة 48% من النسبة الإجمالية للوفيات.  كما أن معدل الإصابات بالنوبات القلبية بين العمانيين يصل إلى 769 في الرجال و674 في النساء لكل مائة ألف من نسبة الوفيات وذلك حسب الرابطة العمانية للدهون وتصلب الشرايين.

يقال: درهم وقاية خير من قنطار علاج، فالوقاية من الأمراض خير من العلاج الذي يصاحبه ألم واستمرار المعاناة، ناهيك عن الخسائر المادية وجعل المصاب عضوا غير فعال في المجتمع أحياناً. لذا نجد الإسلام قد اهتمَّ في هذا الجانب بتوعية المسلمين وحثهم على أخذ التدابير الوقائية من الأمراض. كما حض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المسلمين على حماية أنفسهم من آثار الطعام الزائد عن الحاجة وحذرهم من آثار التخمة في حديث المقدام بن معدي قال: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم آكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه). رواه الترمذي.  وبحسب الدراسات فإنَّ السمنة وقلة النشاط البدني يؤثران سلباً على صحة القلب.

الموضوع في غاية الأهمية والحساسية لأنه يمس حياة الإنسان، ولن أخوض في تفاصيل هذا المرض من الأعراض، أسباب حدوثه وعلاجه... إلخ. ما يهمنا هو الحد من انتشاره والوقاية منه على غرار الأمراض الأخرى التي دقت ناقوس الخطر،  وأطلقت الحملات لأجل مكافحتها.

نحن كمسلمين نؤمن بأنَّ للموت وقت وأجل مكتوب، وهذا طبعاً لا ينافي الأخذ بالأسباب في حالة المرض أو الوقاية تجنباً للحدوث. واليوم نتحدث عن تزايد وقوع هذا المرض والذي يترك آثاره في نفوس الكثيرين من فقدان عزيز لهم في لمح البصر.

 

من ضمن الرؤية للمؤسسة الصحية في البلاد هو الإرشاد وتثقيف الأفراد لكي يخففوا من المشاكل الصحية ويتبنوا أسلوب حياة سليمة لربما العزوف عنه قد يكلف الروح والمال.

 لذا نتمنى من المؤسسة الصحية دراسة الوضع والحد من انتشار هذا المرض بالمراقبة وتحليل المخاطر. كما أن نشر الوعي وإطلاق التحذيرات والحملات التوعوية حول حوادث السكتة القلبية وكيفية تجنبها وعلاجها عامل مساعد في الحد منها. كما أن تخصيص باب للتثقيف الصحي حول الأمراض عبر البوابة الصحية الإلكترونية يعتبر إضافة جيدة ينصح بها، بالإضافة إلى تفعيل بعض الجوانب على البوابة مثل الإحصاءات ونشر التقارير المحلية والعالمية.

فالمسؤولية ملقاة على عاتق الجميع وتشمل على سبيل المثال وليس الحصر المؤسسات الصحية والاجتماعية والرياضية والإعلامية  وأيضاً الأفراد أنفسهم للنصح باتباع التعليمات والتدابير التي تقدمها المؤسسة الصحية مما يتوجب عليه أحياناً تغيير نمط الحياة والغذاء وذلك تجنباً للوقوع في مثل هذه الحوادث خصوصاً فئة الشباب، فكم رأينا مثل هذه الحوادث في الملاعب وخارجها والسبب ذاته.

تعليق عبر الفيس بوك